رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع حلول ذكرى ميلاد نجيب محفوظ، استوقفنى ما كتبه الدكتور فتحى الخميسى يوم (11/12/ 2022) بعنوان: (بين نجيب محفوظ ويوسف إدريس) وهو يحكى رحلة زمنه وكيف التقى بنجيب محفوظ.. وكيف التقى بيوسف إدريس. نجيب محفوظ هو شيخ الرواية العربية.. وإدريس هو عبقرى القصة العربية.. والجلوس مع احدهما هو سعادة طاغية للإنسان فما بالك لو جلست معهما وتحاورت معهما.. يقول د. الخميسى.. تكلمت مع يحيى الطاهر عبدالله فقال لى إن الأستاذ نجيب يلتقى كل يوم جمعة بالناس فى كازينو (صفية حلمي) بميدان الأوبرا. ظللت أتردد على ذلك اللقاء بانتظام نحو عامين أنصت ولا أتكلم، مستغرقا فى ملاحظة شخصية نجيب محفوظ. كان دمثا، متواضعا بصدق الإنسان الذى يدرك أن دور الفرد فى التاريخ محدود أيا تكن مواهبه. وكان معظم الحاضرين من الشباب يتطلع إليه بلهفة إلى التوجيه، لكن الأستاذ نجيب لم يكن يشير علينا بشىء، مكتفيا بالإنصات إلينا، فإذا تحدث تنهمر علينا أسئلته التى ربما تعوض معرفته بالواقع والبشر التى تحد منها عزلته لعكوفه على الأدب، وربما كان يسألنا لأن الحياة عنده كلها كانت «مادة» للأدب، ونحن جزء من تلك المادة، أما يوسف إدريس فقد كان الأدب عنده مادة للحياة، إدريس كان يرى أن الأدب جزء من الحياة، أما محفوظ فقد رأى أن الحياة جزء من الأدب، وهما موقفان مختلفان تماما.

كما قام إدريس بدأب بتقديم كل أبناء جيل الستينيات، وعمل على نشر أعمالهم فى مجلة الكاتب التى ترأس تحريرها احمد عباس صالح، وبينما تجنب محفوظ الاشتباك بأى قضايا اجتماعية، إلا إن كان ذلك رواية، فقد خاض إدريس المعارك الفكرية والسياسية بلا توقف، ومن أشهرها معركته ضد الشيخ الشعراوى.

ويذكر د. أحمد عبدالعال عن صفة هامة عند نجيب محفوظ (انه كان شبعان ثقة فى النفس) يقول يوما ما سألت عمنا السكندرى الرائع الأديب الكبير سعيد سالم عن سر الابتسامة التى لم تفارق وجه الأستاذ نجيب محفوظ، وسر بساطته وتواضعه وسعة صدره، وتعففه عن الصغائر؟ قال لى بحسم من واقع معرفته له وقربه منه: كان شبعان ثقة فى النفس.. وهذا التعبير بلغ من الثراء والمعنى، والقدرة على إعطاء مفتاح شخصية نجيب محفوظ درجة تجعل الصمت فى حضرته فضيلة، وفى ذكرى ميلاد العظيم نجيب محفوظ فى 11 ديسمبر 1911 نتذكره ونتعلم منه، وندعو له بالرحمة.

تدور الأيام ويرحل العظماء، ولكن تبقى مسيرة تاريخهم شاهدا حيا على مقدار العطاء.. وفى ذلك الإطار نذكر ذلك كى نتعلم من هؤلاء العظماء وبمواقفهم، وبما قدموه من أعمال عظيمة.

 

أكاديمية الفنون

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال