رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

- «وكان الإنسان أكثر شىء جدلاً» سورة الكهف الآية 54, صدق الله العظيم، إن الإنسان كثير الجدال، فإن لم يكن الجدال بشروطه كان طريقاً للفتنة ولتداعيات سلبية كثيرة داخل المجتمع , ما يؤثر على السلم الاجتماعى وعلى استقرار المجتمع.

- إن الجدال هو المخاصمة والغلبة وشدة الخصومة والغرض الأساسى من الجدال هو تعجيز الطرف المقابل وإفحامه والتنقيص منه إما بقدح كلامه أو اتهامه بالجهل والقصور، وعلى الرغم من ذلك فإن الجدال يمكن أن يكون فى بعض الأمور محموداً ولكن بشروطه.

- إن الجدال المحمود يهدف الشخص المجادل فيه إلى إظهار الحق بما لديه من أدلة وبراهين صادقة، وهذا النوع من الجدال محمود وقد أمر الله تعالى به بشروط، فقال فى كتابه الكريم «ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن» سورة النحل الآية 125.

- أما الجدال المذموم ففيه يهدف الشخص المجادل إلى تقرير الباطل بعد بيان الحق وظهوره طمعاً فى الشهرة أو المال، وهذا الجدال منهى عنه، وقد ورد فى هذا النوع العديد من الآيات القرآنية محذرة منه, منها «ما يجادل فى آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم فى البلاد» سورة غافر الآية 4, وهكذا فإن الجدال المذموم هو ما كان يقصد به الدفاع عن الباطل وإظهار التعالى والكبر على الخصوم ولا حجة لدى المجادل ولا دليل إلا سوء الظن والهوى.

- وهناك صفات لابد أن يتحلى بها من أراد الجدال المحمود، وهى العلم الصحيح والنية الصادقة فى نصرة الحق والتحلى بالأخلاق الحميدة، وكذلك الامتناع عن الجدال إذا كان سوف يؤدى إلى الفتنة أو الفساد فى الأرض.

- ولا شك أن الجدال يختلف عن المناظرة، حيث يقصد بالمناظرة المحاورة بين طرفين متضادين فى الرأى، وهى تقوم على الأدلة المنصفة، وعلى البراهين والإحصائيات الدقيقة، ويقصد كل منهما تصحيح قوله وإبطال قول الآخر بأدب رفيع مع الرغبة فى إظهار الحق وتحقيق الفائدة المبنية على المناصحة والحلم وعدم القدح فى الطرف الآخر.

- ولقد نرى فى وقتنا الحاضر الكثير من الجدال فى وسائل التواصل الاجتماعى الذى فقد معناه فى كثير من الأوقات، وأصبح وسيلة للتباغض الاجتماعى, فنرى الجدال فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد امتدت فى بعض الحالات إلى المجالات العقائدية وكل ذلك من غير الالتزام بقواعد الجدال وشروطه ولعل ذلك يمكن أن يفتح أبواباً مغلقة من الفتن النائمة التى يمكن أن تعصف بالسلام الاجتماعى وأمن وأمان المجتمع.

- وليتنا نبتعد عن الجدال غير المحمود وعن الجدال المحمود عند فقد شروطه لأنه يمكن أن يفتح أبواب الفتن المغلقة والنائمة , وصدق أبوعبدالله القحطانى فى كتاب نونية القحطانى حين قال:

واحذر مجادلة الرجال فإنها... تدعو إلى الشحناء والشنآن

كما قال الشاعر إسماعيل بن يسار فى كتاب الجدال والمراء:

ولا تـبـغِ الـخـلاف فـإن فـيـه... تـفـرقاً بـيـن ذات الأصـفـيـاء