رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

للوطن وللتاريخ

الواقع الذى نعيشه الآن فى كافة المحافظات يؤكد الدور الذى تلعبه المستشفيات الجامعية فى تقديم الرعاية الصحية للمواطنين، خاصة بعد التعرض لجائحة فيروس كورونا، وما صاحب ذلك من عمليات العزل الطبى، وصرف أدوية بروتوكول العلاج، إلى جانب المساهمة فى إنهاء قوائم الانتظار خلال الفترة الماضية.

ويبقى ما حدث منذ أيام فى مستشفى عين شمس التخصصى علامة فارقة ونقطة مضيئة فى تاريخ المنظومة الصحية فى مصر، وليس وزارة التعليم العالى أو المستشفيات الجامعية فقط، بعد إجراء عملية زراعة رئة من متبرع حى لأول مرة فى مصر والوطن العربى والشرق الأوسط، لإنقاذ سيدة ثلاثينية كآخر محاولة لها بعد معاناة مع الفشل التنفسى، ولم يكن هناك سبيل سوى إجراء عملية من هذا النوع.

وجاء إعلان الدكتور الأستاذ الدكتور محمود المتينى، رئيس جامعة عين شمس بنجاح العملية للفريق الطبى بقيادة الدكتور أحمد مصطفى، رئيس فريق زراعة الرئة وبالتعاون مع البروفيسير اليابانى «هيروشى داتيه» ليثلج صدور الملايين ويعطى الأمل نحو التوسع فى زراعة الأعضاء البشرية، والاستفادة من التقدم العالمى فى هذا المجال.

ولا شك أن هذا الحدث التاريخى فى قلعة من قلاع التعليم العالى فى مصر يبرز الجهد المبذول خلال الفترة الماضية نحو تطوير المستشفيات الجامعية، وزيادة أعدادها لاستيعاب الزيادة السكانية، والتوسعات العمرانية الجديدة ووصل عددها إلى 120 مستشفى، قدمت 24مليونًا و500 ألف خدمة طبية خلال عام 2022 فى مختلف التخصصات.

ولعل سعى غالبية المرضى لاختيار المستشفيات الجامعية لإجراء العمليات الجراحية أثناء إنهاء قرارات العلاج على نفقة الدولة يؤكد الثقة الكبيرة فى المستشفيات الجامعية، والتطور الطبى الذى نعيشه الآن عبر أساتذة جامعيين فى مختلف المجالات، وسط انتظار بعض المستشفيات لتوسعات طبية هامة خلال الفترة القادمة للتمكن من استقبال حالات الطوارئ وغيرها من التخصصات الطبية الجديدة والنادرة.

وإذا كانت بداية أول عملية جراحية لزراعة الرئة فى مستشفيات جامعة عين شمس، فنحن نتمنى أن تشهد الفترة القادمة السبق الطبى فى الكثير من التخصصات الطبية والعلميات الجراحية داخل مستشفيات جامعية أخرى ليس فى القاهرة الكبرى فقط، وإنما فى المحافظات أيضًا والتى يعانى أهلها من مشقة السفر لإجراء عمليات دقيقة بالعاصمة ومستشفياتها سواء كانت تابعة لوزارة الصحة، أو الجامعات، حيث كانت العملية لزراعة رئة لمريضة واحدة فقط، لكنها تحمل زراعة الأمل لدى الملايين نحو الأفضل.

إن الاهتمام بالصحة أحد أهم ركائز بناء الدول، والشعب المصرى الذى تحمل كثيرًا خلال السنوات الماضية، وما يعيشه من مواجهة قاسية للتحديات الراهنة، وتبعيات تغير الخريطة العالمية، يستحق الحصول على خدمة طبية تليق به، وتليق بتضحيات وتاريخ وعبقرية أبناء هذا الوطن.