رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

< هذا="" هو="" فيروس="" كورونا="" وبدون="" سابق="" إنذار="" أو="" دراسات="" بيئية="" أو="" اجتماعية="" أو="" اقتصادية="" أو="" مشاورات="" بين="" الشرق="" والغرب="" والشمال="" والجنوب،="" فقد="" شرع="" هذا="" الفيروس="" فى="" بناء="" سد="" كبير="" حبس="" خلفه="" البشرية="" كلها،="" فأفقدها="" الأمن="" والأمان،="" وعطل="" اقتصادها="" ونماءها="" ونهضتها،="" وعطل="" كل="" حركتها،="" فأصبحت="" البشرية="" حبيسة="" حدودها،="" وأصبح="" الإنسان="" حبيس="" نفسه="" وبيئته،="" وتعطلت="" النهضة="" فى="" كل="">

< وكما="" فعل="" فيروس="" كورونا="" فعلت="" إثيوبيا="" إذ="" إنها="" بدون="" سابق="" إنذار="" أو="" دراسات="" بيئية="" أو="" اجتماعية="" أو="" اقتصادية="" أو="" مشاورات="" مع="" دول="" المصب،="" شرعت="" فى="" بناء="" سد="" أسمته="" سد="" النهضة="" على="" خلاف="" نواياها،="" فهى="" تهدف="" إلى="" حبس="" الماء="" خلفه="" والتحكم="" فى="" جريانه،="" وترفض="" رفضاً="" باتاً="" الوصول="" إلى="" اتفاق="" ملزم="" ينظم="" حركة="" المياه="" بين="" دولة="" المنبع="" ودول="" المصب،="" وهذا="" التصرف="" إن="" تم="" فهو="" وباء="" فيروسى="" مثل="" كورونا="" لأنه="" سوف="" يمثل="" جائحة="" لأكثر="" من="" 150="" مليوناً="" فى="" مصر="" والسودان="" وسوف="" يضع="" سابقة="" تاريخية="" للتعامل="" مع="" الأنهار="" الدولية="" يمكن="" أن="" تؤثر="" على="" الأمن="" والسلم="" الدوليين،="" هذا="" هو="" المشهد="" الذى="" نراه="" أمامنا="" سد="" كورونا="" وسد="" ما="" سمى="" النهضة،="" وكلاهما="">

< إن="" السدود="" حين="" يشرع="" الإنسان="" فى="" بنائها="" لابد="" أن="" يكون="" هدفها="" الإعمار="" والبناء="" وليس="" هدفها="" تعطيل="" البناء="" والبحث="" عن="" الفناء="" خاصة="" تلك="" التى="" تبنى="" على="" أنهار="" مشتركة،="" فلقد="" أنشأ="" الله="" سبحانه="" وتعالى="" هذه="" الأنهار="" فى="" دول="" عدة="" وهى="" تجرى="" بأمر="" الله="" إيذاناً="" بالتعاون="" والتواصل="" وليس="" التفرقة="" والتضاد="">

- إذا كنا نتحدث عن النهضة فإنها لا يمكن أن تكون لأمة على حساب أمة أخرى، ولكن بالتعاون يمكن أن تنهض جميع الأمم إذا تم التخلص من العباءات العنصرية والطائفية، ولم يكن أمامنا إلا عباءة الإنسانية التى تجمع الناس جميعاً فى إطار المحبة والتعاون والبعد عن الصراع لأن الصراع خسارة للجميع والتعاون فائدة للجميع.

- إن الصراع لا قدر الله إن حدث فإنه لن يحكمه توازن قوى، بمعنى أن تلك القوة وما وراءها أقوى من تلك القوة، لكن الصراع سوف تحكمه فلسفة الصراع، هل هو من أجل النهضة المزيفة أو من أجل الحياة المهددة، لا شك أن الغلبة ستكون لمن يصارع من أجل الحياة، وسوف تكون لمن لديه الحق والعدل وليس المراوغة والنوايا غير السوية.

- إن إثيوبيا تعتدى على التاريخ والجغرافيا وعلى الإنسانية، أنها على مدار سنوات لم تبالِ بتلك الأيادى الممدودة لها بحسن نية من أجل التعاون، وإنما حددت هدفها، ويبدو أنها لن تحيد عنه، وتزعم أن النيل نيلها وقد خانها ومن حقها أن تتحكم فيه وترد خيانته.

- نتمنى أن تعلم إثيوبيا أن هيرودوت قد جانبه الصواب حين قال إن مصر هبة النيل، لأن الحقيقة أن النيل هو هبة مصر وليس العكس، فمصر أنزلته منزلته التى يستحقها وليس غيرها، ومصر أحبته فأحبها، وأعطته حلو الحديث فأعطاها حلو الماء، وجعلت منه حياة جميلة، وحافظت عليه على مدار التاريخ، وأنشأت علاقة روحية بينه وبين شعبها، وعلى ضفتيه أنشأت أعظم الحضارات التى صدرت للعالم العلم والمعرفة والمحبة والسلام، ولم تكن يوماً إلا داعية للسلام ولكل القيم النبيلة، هذا هو الإنسان المصرى الذى وضع بصمته على النيل وجعله نيلاً يحكى عنه التاريخ.

- إذا كانت إثيوبيا تريد أن تعبث بهذه اللوحة الجميلة التى صنعتها مصر مع النيل العظيم فإنها تضع يدها فى عجلة التاريخ، فلن توقفها وسوف تكون الخاسرة لأن التاريخ لن يكف عن الحركة.

- هذا هو المشهد الذى نراه هو سد كورونا الذى أوشك على الانهيار نتيجة التعاون البشرى لمقاومة هذا الفيروس والتظلل البشرى بعباءة الإنسانية الواحدة والبعد عن العنصرية والطائفية، فلن يعوق هذا السد الكورونى نهضة العالم ما دام التعاون قائماً ومستمراً بين الأمم، وهكذا فإن جميع السدود التى تبنى من أجل حرمان البعض من المياه ومن حقهم التاريخى لن تدوم لأن الزبد سوف يذهب جفاءً ولن يبقى إلا ما ينفع الناس، ولن يستطيع فيروس كورونا أن يمنع نهضة العالم، وكذلك فيروس النوايا السيئة لن يمنع نهضة الأمم، فالفيروسات مآلها النهاية الحتمية لكل شر، ولن يبقى إلا الخير والنوايا الحسنة صانعة النهضة والحضارة والخير.