رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

أخيرًا أُسدل الستار على «مونديال قطر 2022»، بعد تتويج المنتخب الأرجنتيني بلقب كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه، بركلات الترجيح، على حساب فرنسا، في مباراة نهائية تاريخية، وأشواطٍ درامية مجنونة، حبست أنفاس العالم.

ستة وثلاثون عامًا انتظرها «منتخب التانجو» للتتويج بالنجمة الثالثة في تاريخه، بعد بطولتي 1978 و1986، ليكتب «ميسي» ورفاقه تاريخًا جديدًا، في نسخة استثنائية لبطولات كأس العالم، أتاحت الفرصة للشعوب لتتعرف على ثراء ثقافتنا وأصالة قيمنا العربية.

انتهى «مونديال قطر»، لكن لن تنتهي تلك الذكرى الجميلة لكل العرب، وسيبقى محفورًا في ذاكرة التاريخ بحروف من ذهب، سواء أكان في تحطيم كل الأرقام القياسية، أو التنظيم المُبهر، والفعاليات الترفيهية، والتحف المعمارية، ورسائله السياسية والدينية.. والأهم من ذلك وحدة الشعوب العربية على قلب واحد.

لقد كانت النسخة العربية لكأس العالم «قطر 2022»، الأفضل والأرقى والأعظم على مرّ التاريخ، ما يجعلنا نفتخر بهذا التنظيم الرائع، والإمكانات غير المسبوقة، خصوصًا في ظل اهتمام «الدوحة» بأدق وأصغر التفاصيل، لتساهم في تغيير الصورة النمطية للعالم، عن بلداننا العربية والإسلامية.

وقبل أن تنتهي تداعيات المونديال ـ التي ستستمر طويلًا ـ نود الإشادة بكل فخر واعتزاز، بما قدمه منتخب المغرب الشقيق، من مشوار ناجح وغير مسبوق، بحلوله رابعًا، بعد أداء مبهر، جعلنا على يقين من أن المستقبل العربي الكروي الحقيقي بدأ مع أسود الأطلس في «مونديال العرب».

نتصور أننا سنتوقف كثيرًا أمام التجربة المغربية الرائعة، بعد أن تجاوزت طموحاتنا معها تحقيق المستحيل، حيث أسقط «أسود الأطلس» من القاموس جملة «التمثيل المشرف»، لتًستبدل بـ«الخروج المشرف».

كما صحَّح «مونديال قطر» الكثير من المفاهيم المغلوطة، للمشاركات العربية، ولذلك كنا ومازلنا نؤكد دائمًا بأن الرياضة عمومًا وكرة القدم خصوصًا هي إدارة وعلم وتخطيط وفكر وإمكانيات، وقبل ذلك انتماء حقيقي للوطن.

لقد شكَّل «مونديال قطر» نظامًا جديدًا للجغرافيا الرياضية العالمية، بالحفاظ على القيم والهوية الثقافية والدينية، ولذلك سيبقى في أذهان العالم لسنوات طويلة، وربما لعقود قادمة، خصوصًا تلك الرسائل التي أتاحها للعرب والمسلمين لإظهار قضاياهم السياسية للغرب، وعلى رأسها قضية فلسطين، ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل.

أخيرًا.. «مونديال قطر 2022» سلَّط الضوء على روابطنا الاجتماعية والأسرية القوية، بوصفها جزءًا من هويتنا الدينية والثقافية، خصوصًا مشاهد احتضان اللاعبين لأمهاتهم، كما كان فرصة حقيقية لنا كدول نامية ـ أو كما يصفها الغرب بالعالم الثالث ـ للتعبير عن أنفسنا وقيمنا وثقافتنا، بعدما عجزنا عن فعل ذلك في ميادين السياسة والاقتصاد.

فصل الخطاب:

إذا كنت واثقًا من ذاتك، فستكون لديك أكبر الفرص للحصول على ما تُريد.. لذلك كُن نفسك فقط.

 

[email protected]