عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

«أَبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدرى بِمَدحِكَ بَيدَ أن لِى انتِسابا، فَما عَرَفَ البَلاغَةَ ذو بَيانٍ إذا لَم يَتَّخِذكَ لَهُ كِتابا، مَدَحتُ المالِكينَ فَزِدتُ قَدرًا فَحينَ مَدَحتُكَ اقتَدتُ السَّحابا».

رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقى، وقصيدته العصماء «سلو قلبى فى مدح الرسول صلوات الله وسلامه عليه، ومهما كتبت وغيرى من السابقين واللاحقين فى ذكر رسول الله وسنته وتعاليمه الكريمة الرحيمة التى أهداها لأمته، فلن أوفيه مآثره أو أقتفى بعضاً من أثره، فكل ما سبق وذكرته عن علوم الطب والوقاية البدنية والنفسية التى وجه إليها الرسول «ص» فى أحاديثه وسننه، تعد نقطة فى بحره، لأنى لست بصدد عمل كتاب بل قل موسوعة لما أوصى به من علوم الدنيا أثبتها العلم الحديث، ولكن فقط ذكرت بعض النماذج على سبيل المثال لا الحصر، لأرد به على مزاعم أو تطاول البعض بأنه لا علاقة للرسول بعلوم الطب من تداوٍ ووقاية.

أو ليس الرسول «ص» من قال (وجعلت لى الأرض مسجدًا وطَهوراً) فى خضم حمده وشكره لله على نعمه، وثبت فى العلم الحديث أن الأرض وترابها طهور توجد به مضادات حيوية، يمكنها القضاء على أنواع عديدة من الجراثيم العنيدة، وجرت أبحاث لتصنيع مضاد حيوى قاتل لهذه الجراثيم من التراب لإزالة مستعمرة كاملة منها خلال 24 ساعة، وبدون خاصية التراب الصحية، لانتشرت الفيروسات والجراثيم والتعفنات لتقضى على البشرية.

وتوجيهاته «ص» فيما يتعلق بإحسان الاغتسال والوضوء، فإذا بالأبحاث العلمية تؤكد أن المضمضة تقضى على أخطر الجراثيم فى اللعاب أو الأسنان واللسان، الاستنشاق يقضى على الجراثيم والفيروسات فى الأنف، وعندما انتشرت جائحة فيروس كورونا ذاع معها التوجيه الصحى العالمى بالاستنشاق المتكرر للمياه لمحاربة الفيروس، كما أن غسل الوجه واليدين والقدمين يخلصهم من الجراثيم وينشط حركة الدم، ويمنح الجلد حيوية ونضارة.

أما سنته فى صيام ثلاثة فى الشهر غير صيام رمضان، وقوله «ص» (والصوم جُنَّة)، والجُنَّة هى الشىء الذى يحتمى الإنسان به من خطر أو عدو ما، وثبت علمياً أن الصيام عامة، أو بين وقت وآخر يعالج أمراض الجهاز الهضمى، الربو، الكبد وينظم عمل القلب، يقوى جهاز المناعة، يقضى على تراكم السموم فى الجسم، يعالج الضغط النفسى ويؤخر ظهور الشيخوخة، ويعالج السمنة.

أما وصيته للحفاظ على صحة القلب، فهى معجزة علمية بكل المقاييس قال «ص»: (ألا أن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب)، مؤخرًا فقط أثبت العلم وجود خلايا عصبية معقدة جدًا داخل القلب، لم يتوصل العلماء بعد لطريقة عملها، وهى خلايا مسئولة عن تخزين المعلومات وتحميلها لخلايا الدم التى تنقلها لكل أنحاء الجسم وكأنها ذاكرة كمبيوتر، وهو ما كشفه معهد رياضيات القلب الأمريكى بأن هناك دماغاً موجوداً فى القلب يتكون من 40000 خلية عصبية.

وأحاديثه «ص» حول الصدقة والكلمة الطيبة وأثرها على الإنسان، وتحفيزه إليهما بقوله «اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة»، ولنرى بعض ما أثبته الطب من تأثير البر وقول الكلمة الطيبة على الإنسان، فقد نشرت صحيفة «ذى إندبندنت» دراسة لنخبة من علماء النفس، أكدت أن تقديم العون للآخرين أقرب طريق للشعور بالسعادة لمن يقوم بذلك، وعلاج لمشاعر الخوف والحزن وتشعره بالأمان أكثر ممن ينفقون أموالهم على ملذاتهم الشخصية فقط، وقالت دراسة يابانية نشرها موقع «بى بى سى» إن سماع الإنسان لكلمة طيبة، له تأثيرات إيجابية بالدماغ يشبه نفس التأثير عندما يتلقى مكافأة مالية، وتم رصد هذا بواسطة الرنين المغناطيسى الوظيفى لنشاط المخ، وللحديث بقية.

[email protected]