عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رحل مفيد فوزى (19/6/1933-4/12/2022).. تلك هى سنة الحياة.. وجود ورحيل..لكن ما الذى يبقى بعد الرحيل؟ ذلك هو الهام.. والباقى من مفيد فوزى هو مدرسته فى عالم الصحافة والإعلام..هو مدرسة بكل المقاييس، يعد أول من قدم فكرة (تلفزة الصحافة) أو (تصحيف التليفزيون)، ويعد برنامج (حديث المدينة) من أهم البرامج التى قدمها على الشاشة..تحبه أو تكرهه أنت حر فى ذلك.. لكن لا أحد ينكر أن مفيد فوزى ترك بصمة حقيقية فى عالم الصحافة والإعلام..هو أشهر مستفز على شاشة التليفزيون المصري..استفزاز غير مبتذل. بل هو استفزاز جميل ممتع يتميز بالتألق والحرفية العالية..فهو القادر على أن يدخل إلى أعماقك بدون أن تدرى، هو يوجه لك السؤال وقد ترتبك وقد تتوتر..وقد تشعر بالحيرة وقد تود أن تترك هذا الحوار..هو يستفزك فتخرج الحقائق وهذا هو المراد والمطلوب.. إن اللاتوقع هو المفاجئ والمحير، ولذلك تجد أن كل من حاورهم كانوا على علم أنهم أمام محاور فى غاية الروعة والجمال ناهيك عن الإرباك والإزعاج، وهذا هو الذى يجعل المتلقى فى غاية السعادة.. وقد يشعر المتلقى أيضاً بذلك التوتر، ويشعر بأن هذا الاستفزاز ينتقل إليه، هو يجيد فن السؤال وطريقة توجيه السؤال ومحاولة الوصول ربما إلى ما لم تكن تتوقع.. هى طريقة فى الحوار تذكرنا بسقراط الفيلسوف اليونانى الشهير، والذى كان يدعى الجهل ويوجه السؤال إلى محدثه فيستخرج الحقائق من داخله، أو كان يولد الحقائق من داخل محدثه.. وكان يقول إذا كانت أمى تخرج الأطفال من بطون النساء، فأنا أستخرج الأفكار والحقائق من عقول الرجال..كان سقراط يمتلك قدرة الاستدراج رويداً رويداً من أجل أن يصل إلى الحقائق الكامنة فى داخل العقل..هكذا..مع الفارق بالطبع مع مفيد فوزي..هو قادر على أن يستدرج محدثه من أجل الوصول للحقائق بطريقة أو أخرى.. وإذا شعر بأن محدثه فى ورطة أو ارتباك أو حيرة.. يقول له.. السؤال أزعجك؟ هل نغير السؤال؟ لو أحببت ألا تجيب فلك حرية الاختيار، لا أحد غيره تمكن من ذلك فى عالم الصحافة..طوال رحلة مفيد فوزى لم يصل شخص إلى نفس الطريقة أو ذلك النهج الذى اشتهر به مفيد فوزى.

وقد اتهم مفيد فوزى بأنه مغرور ونرجسى، ورد على ذلك بقوله: إذا كان الإمساك بأدواتى وثباتى وموقفى الصلب وجنوحى إلى المنهجية فى الأشياء غرور، فأنا مغرور..ومن البديهى أن توجه السهام إلى مفيد فوزى، فهو محاور ناجح وصحفى متميز.. له حضوره الخاص..لذلك توجه إليه الانتقادات من كل صوب.. ناهيك عن الاتجاهات الظلامية أو الكارهة لكل شىء.. كانت تكرهه بشدة وفرحوا وهللوا عند دخول الصندوق إلى المقبرة.. أمر عادى يمكن أن يتعرض له أى شخص.. خطأ فى المقاس أو المساحة وارد، لكن ماذا تقول عن عته العقول الظلامية وغير القادرة على التفكير الصحيح.. رحم الله مفيد فوزى رغم كره الكارهين له.

 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال

أكاديمية الفنون