للصباح جماله فى ساعات الصباح الأولى، فهو يأتى بعد الفجر وما أجمل الفجر، إنه آية من آيات الله اللا محدودة فى الكون، ففيه السكون الجميل وفيه الدعاء والمناجاة لرب الكون العظيم الذى سخر لنا كل ما فى الكون لكى ننعم به، فهى نعم لا تعد ولا تحصى، فما أجملك أيها الفجر العظيم وكأنك تفجر الطاقات الكامنة فى الإنسان، فأنت أعظم مقدمة للصباح الجميل الذى يجعل الإنسان مقبلاً على الحياة ومبتهجاً، وحينها يجعل الإنسان لكل يوم صفحة فيطوى صفحة الأمس ويترك ما بها، ويتفاءل بيوم جديد حيث يترك وراءه ظلمة الليل الحالكة، وهكذا تتجدد الحياة ويصبح الصباح جميلاً.
- ويأتى الصباح بعد الفجر بنسماته الرقيقة وسكونه الصامت وكأن الكون كله يشهد على انسلاخ الليل حتى يأتى النهار ومعه الصباح، وذلك عندما تشرق الشمس ويعم النور فى الكون ويأتى الصباح بجماله وترى الشمس فى طلعتها محمرة كأنها خجلى وتعاتب نفسها أنها تركتنا فترة من الزمن، ولكن لسان حالها يقول إننى لم أترككم بإرادتى ولكنها إرادة الله، نعم أنها إرادة الله، فلقد سخرها الله سبحانه وتعالى للبشر جميعاً، لهذا فإنها ذهبت لإخوة لنا فى الإنسانية يتلهفون عليها كما كنا كذلك حتى يدب النشاط وتتحرك عجلة الحياة، فهى لنا ولهم مسخرة من عند الله.
- إن الشروق الذى يأتى بالصباح هو حياة وحركة وأمل وبهجة لأنه يضىء لنا الطريق ويحطم دواعى الكسل ويعمنا بالدفء اللازم للحركة، فليت قلوبنا تشرق شروق شمس الصباح الجميل، ونرسل الضوء والدفء لكل من حولنا، فليت قلوبنا تشرق شروق شمس الصباح الجميل ونرسل الضوء والدفء لكل من حولنا، فشمس الصباح عادلة لا تفرق بين بنى البشر فليتنا نفعل ذلك على قاعدة الإخوة الإنسانية حتى يصبح الصباح جميلاً.
- هكذا فإن لكل منا شمسين، شمس تشرق كل صباح وأخرى تشرق فى قلوبنا ونفوسنا، لكن مهما أضاءت شمس الصباح وأشرقت فإننا لا نراها إذا كانت شمس قلوبنا ونفوسنا مطفأة ولم تضئ، ومهما أضاءت شمس الصباح فإننا لا نراها إذا كنا نضع أكفنا على أعيننا ونمنع الضوء أن ينفذ إلى داخلنا، ومهما أضاءت شمس الصباح فلن تشرق شمس قلوبنا ونفوسنا ما دمنا لا نرى جمالها ولا نستمتع بها، ومهما أشرقت شمس الصباح فلابد لشمس ونفوسنا أن تشرق وتخرج من قلوبنا ونفوسنا ظلام اليأس والإحباط وتستبدلهما بالأمل والفرح والسرور، لهذا لابد أن نحافظ على شمس قلوبنا ونفوسنا متوهجة ودافئة حتى يصبح صباح جميل.
- ليتنا نتعلم من شمس الصباح العطاء بلا حدود وبلا تفرقة بين البشر على قاعدة الأخوة الإنسانية، هنا تكون شمس الصباح وشمس قلوبنا ونفوسنا متحدتين فى عطائهما بعدالة بلا حدود، ويصبح الصباح جميلاً.