رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ادعى البعض أن نابليون بونابرت أثناء حملته على مصر صوب على أنف «أبو الهول» بمدافعه، فكسر أنفه! والحقيقة أن الحملة الفرنسية احترمت التمثال الفريد ولم تفعل ذلك. واتهم البعض المتصوف صائم الدهر بذلك بعد أن استاء من تقديس الناس لتمثال «أبو الهول»، فهبت عليه عاصفة عاتية وهو يحاول تكسير أنفه، فأقلع عن فعلته النكراء، وآمن بكرامات التمثال.

كان المكتشفون الأوروبيون الذين وصلوا إلى مصر بعد غزو نابليون مهتمين بالأحجار المنقوشة أكثر من اهتمامهم بالمجوهرات. ولم يحترموا قداسة الآثار المصرية القديمة مثل سابقيهم من المصريين القدماء والعرب فى العصور الوسطى. ففى عام ١٨١٨ ميلادية، استخدم لاعب السيرك الإيطالى قوى البنية، جيوفانى بلزونى، الذى تحوَّل إلى باحث عن الآثار، آلات حربية تُسمَّى الكبش لاختراق جدران هرم الملك خفرع، ابن الملك خوفو. وعلى الرغم من أن بلزونى كان مشغولاً بتأمين مخزون كافٍ من القطع الأثرية التى كان ينوى عرضها فى معرضه القادم فى لندن، فإنه توقف لفترة طويلة كافية لفحص بقايا الجثث التى وُجدت فى غرفة الدفن. وكانت عبارة عن عظام حيوانية لثور فقط، وربما كانت نوعًا من القرابين التى أُلْقِيت داخل التابوت الحجرى من قِبَل بعض اللصوص الأوائل الذين فروا هاربين بمومياء الملك خفرع.

أصدر حاكم مصر محمد على باشا أمرًا إلى المهندس الفرنسى لينان بهدم أهرامات الجيزة، واستخدام أحجارها الضخمة لبناء قناطر جديدة عند رأس دلتا النيل، أى القناطر الخيرية. وحاول المهندس الفرنسى إقناع محمد على بالعدول عن قراره على أساس أن كميات هدم أحجار الأهرامات سوف تزيد أربعة أضعاف عن الأحجار المطلوبة لبناء القناطر الجديدة. ولا نعرف دوافع المهندس الفرنسى لمنع محمد على باشا من هدم الأهرامات، وربما يرجع ذلك إلى معرفته بالقيمة التاريخية لتلك الآثار العظيمة. وطلب المهندس لينان المساعدة من قنصل فرنسا فى مصر، الذى انحاز بشدة لجهوده لحماية الأهرامات. غير أن الحقيقة هو أن ما دفع محمد على باشا إلى التخلى عن إصراره لم يكن إلا أن البديل عن الأهرامات كان أوفر عشرين مليمًا! وذكر المهندس لينان للوالى أن تكلفة نقل المتر الواحد من أحجار الأهرامات عشرة قروش، أى مائة مليم، وأن تكلفة نقل المتر من محاجر قريبة من القناطر تبلغ ثمانية قروش، أى ثمانين مليمًا. وأخيراً تراجع محمد على باشا عن قرار هدم الأهرامات!

هناك خرافات كثيرة حول الأهرامات عبر كل العصور، ولا تتوقف ليل نهار، وكان آخرها أن الأهرامات بناها العراقيون القدماء. وهذا الكلام وغيره ليس صحيحًا على الإطلاق. وليس هناك أية صلة بين أهرامات مصر وأهرامات المكسيك لا فى التاريخ والزمن والوظيفة، أو أن الأهرامات بنتها كائنات من الفضاء الخارجى، أو أصحاب حضارات أو ديانات مجاورة فى الشرق الأدنى القديم. وأيضاً لم تكن الأهرامات مخازن غلال أو محطات لتوليد الطاقة أو الكهرباء، وكل هذه الخرافات وغيرها الكثير غير صحيحة، وكل كتابات المؤرخين العرب والمسلمين فى العصور الوسطى مليئة بالخرافات عن الأهرامات، والتقطها بعض الناس فى الغرب فى الفترات الحديثة والمعاصرة، ونسبوها إلى أنفسهم، وصدعوا عقولنا بها.

مدير متحف الآثار - مكتبة الإسكندرية

[email protected]