رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

أسوأ فترة فى تاريخ السينما المصرية كانت فى بداية الثمانينيات.. وامتدت إلى نهايتها، عندما انتشرت أفلام المقاولات، وقت ظهور اختراع جديد اسمه جهاز الفيديو «أبوشرايط».. الذى انتشر فى دول الخليج وكذلك مع كل العائدين منها.. وتحولت المقاهى فى المدن والأرياف من مجرد أماكن للدردشة ولعب الطاولة والدومينو إلى ما يشبه السينمات الصغيرة تذيع أفلاماً لم ُتعرض فى السينمات الكبيرة!

وكانت أفلام هذه الفترة تكاليفها قليلة وقيمتها الفنية أقل ولا تزيد عن حجم الشريط المعبأة فيه.. وكان كل الممثلين والكتاب والمخرجين المشاركين فيها درجة ثانية.. وقد تورط نجوم كبار امتلكوا مواهب كبيرة، وللأسف أهدروها فى هذه الأفلام التى كنا نسمع عنها ولا نراها.. بينما زملاؤهم الذين رفضوا المشاركة فى هذه السينما تطورت مواهبهم وكذلك مكانتهم عند الجمهور وفى تاريخ الفن السينمائي! 

وعندما حاولت غرفة صناعة السينما فرض حصار بدون منع على هذه السينما الرخيصة أصدرت قرارا بمنع تصدير أى فيلم إلى الخارج فى شرائط فيديو كاسيت إلا بعد العرض فى إحدى دور السينما حتى ولو لمدة أسبوع واحد.. وأعتقد أن هذا القرار كان من أسباب تراجع إنتاج أفلام المقاولات لزيادة تكلفتها.. خاصة مع بداية ظهور الفضائيات والدش!

وفى مطلع التسعينيات بدأت الفضائيات بث إرسالها عبر الستالايت، وكان عددها لا يتجاوز الثلاثين قناة.. الآن فى العالم العربى هناك آلاف القنوات، بل إن الجهات الحكومية والهيئات الرسمية أطلقت الفضائيات الخاصة بها.. ورغم أن ظهور هذه الفضائيات كان يمكن أن يشجع منتجى أفلام المقاولات بزيادة إنتاجهم ولكن لم يحدث، وأعتقد أن السبب هو رفض مالكى هذه الفضائيات وخصوصاً من الجهات الحكومية تحويلها إلى شاشات للتسلية.. وكان للكثير منها له توجهات سياسية سواء للداخل أو للخارج فاعتمدت على الإنتاج السينمائى الرسمى.. أو بمعنى آخر الذى سبق عرضه فى دور السينما وشاهده جمهور كبير!

ولكن قبل اختفاء ظاهرة سينما المقاولات ظهر مسرح المقاولات لفترة محدودة وكان أبطاله نجوماً كباراً فى مسرح القطاع الخاص وكانوا يعرضون المسرحية ليلة واحدة فقط بجمهور أو بدون جمهور لا يهم.. المهم تصويرها وتعبئتها فى شرائط فيديو كاسيت للعرض المنزلى أو من خلال بعض الفضائيات.. وللأسف تورط نجوم كبار بالتمثيل فيها وكانوا فى أسوأ حالاتهم!

وتعود هذه الظاهرة مرة أخرى بعد اختفاء سنوات طويلة.. وخصوصًا فى المسرح، حيث شاهدنا مسرحيات مصرية عديدة تعرض خلال موسم الرياض، وهو من المواسم الفنية المبهرة، وهو يعتبر فرصة حقيقية للفن الجميل والممتع الذى يفوق الخيال فى الكثير من عروضه.. وأى عرض فنى يستطيع أن يكون له مكان فيه فهو بلا شك سوف يكسب الكثير.. ليس ماديًا ولكن ما أقصده جماهيريًا وشعبيًا.. وحقيقة مواسم العاصمة السعودية الرياض هى فرصة للإبداع فى ظل الاهتمام الرسمى الكبير بها والعناية أن تكون فى أعلى مستوى!

ولكن يبقى السؤال: لماذا لا يتم عرض المسرحيات المصرية فى القاهرة أولاً ثم تعرض فى مواسم الرياض؟.. أو العكس تعرض فى الرياض ثم يستمر عرضها فى القاهرة.. ومسرحيات كثيرة وكبيرة كانت تقوم بتقديم عروضها أولاً فى القاهرة ثم تسافر إلى الدول العربية.. من أول مسرح عادل إمام إلى مسرح نجم وغيرهما، وليس فى العالم العربى فقط بل فى أوروبا وأمريكا للعرض على الجاليات العربية هناك.. وخلال السنوات الماضية استقبلت مواسم الرياض مسرحيات مصرية بعد سنوات وشهور من النجاح فى مسارح القاهرة.. ولا أشك فى أن ما سينجح فى الرياض سينجح فى القاهرة.. فلماذا نعود إلى المربع صفر وننتج مسرحية كبيرة بنجوم كبار.. ونعرضها لأيام قليلة فقط؟ 

[email protected]