عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا يدخل أى سائح مصر دون أن يأخذه الفضول إلى زيارة الأهرامات. وعادة تكون هذه الوجهة هى الهدف من وراء زيارة هذا البلد العظيم؛ فالأهرامات واحدة من عجائب الدنيا السبع، وفيها الكثير من الغرائب التى حيرت العلماء، فوقفوا عاجزين أمام كشف أسرار بنائها، وظلت اللغز المحير الذى نسج حوله الناس الأساطير المختلفة. ووصف العرب الأقدمون أهرامات الجيزة: «ليس من شيء إلا وأنا أرحمه من الدهر، إلا الهرمين، فإنى أرحم الدهر منهما». وعانت أهرامات مصر من محاولات عدة للهدم والتشويه، خصوصاً أهرامات الجيزة، غيرها أنها بقيت صامدة أبد الدهر. وهناك قصص وكثيرة مثيرة حول الأهرامات.

كانت أولى محاولات استكشاف الأهرامات على يد الخليفة العباسى المأمون، ابن هارون الرشيد، الذى حاول دخول الهرم الأكبر، فحفر نفقاً داخل الهرم، وسُمى لاحقاً باسم «نفق المأمون»، الذى لا يزال مستخدماً كمدخل الهرم إلى الآن. والذى يظهر بوضوح لمشاهدى الهرم من الخارج. وقد ترك لنا تقريراً مفصَّلاً عن أول بعثة استكشافية داخل هرم الملك خوفو أو هرم الجيزة الأكبر. فبعد أن قاد رجاله عبر سلسلة من الممرات الكاذبة والمداخل المسدودة نجح أخيراً فى الوصول إلى غرفة الدفن الخاصة بالملك خوفو فى الثلث الأخير من جسم الهرم. غير أن الإحباط سيطر عليه وعلى رجاله للغاية؛ إذ لم يجد أى شيء سوى تابوت حجرى فارغ! وادعى بعض المؤرخين عثور المأمون على كنوز داخل الهرم.

عين صلاح الدين الأيوبى الوزير بهاء الدين قراقوش نائباً له بالديار المصرية لفترة. وأثناء تلك الفترة، قام قراقوش بهدم العديد من الأهرامات الصغيرة من أجل بناء قلعة الجبل، وأسوار القاهرة، وقناطر الجيزة. وكتب عبد اللطيف البغدادى فى كتابه «الإفادة والاعتبار فى الأمور والمشاهدات والحوادث المعاينة بأرض مصر»: «قد كان منها (أى الأهرامات) بالجيزة عدد كثير لكنها صغار، فهُدمت فى زمن صلاح الدين، يوسف بن أيوب، على يدى قراقوش». وربما أزال قراقوش كسوة أهرامات الجيزة لاستخدامها فى بناء أسوار القاهرة.

بعد وفاة صلاح الدين حاول ابنه العزيز عثمان بن يوسف هدم الأهرامات. وبدأ بهرم الملك منكاورع. وعلى الرغم تسخير الكثير من العمال والموارد، فإنه لم يستطع خلع إلا بعض الأحجار البسيطة. وبعد بضعة أشهر يأس من تلك المهمة. يقول المؤرخ عبداللطيف البغدادى فى كتابه «الإفادة والاعتبار»: «وكان الملك العزيز عثمان بن يوسف لما استقل بعد أبيه، سوَّل له جهلة أصحابه أن يهدم هذه الأهرام، فبدأ بالصغير الأحمر وهو ثالثة الأثافى. فأخرج إليه الحلبية والنقابين والحجارين وجماعة من عظماء دولته وأمراء مملكته، وأمرهم بهدمه ووكّلهم بخرابه، فخيّموا عندها وحشروا عليها الرجال والصنَّاع ووفروا عليهم النفقات، وأقاموا نحو ثمانية أشهر بخيلهم ورجلهم يهدمون كل يوم بعد بذل الجهد واستفراغ الوسع الحجر والحجرين». ويكمل البغدادي: «فلما طال ثواؤهم ونفدت نفقاتهم وتضاعف نصبهم ووهنت عظامهم وخارت قواهم، كفوا محسورين مذمومين، لم ينالوا بغية ولا بلغوا غاية، بل كانت غايتهم أن شوهوا الهرم، وأبانوا عن عجز وفشل».

مدير متحف الآثار- مكتبة الإسكندرية

‏Email: [email protected]