عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

- لعلها فرصة عظيمة أن تقام كأس العالم فى دولة عربية فى إطار التنافس الشريف، ولقد شرع الله سبحانه وتعالى التنافس فى الإيمان «ختامه مسك وفى ذلك فليتنافس المتنافسون» الآية 26 سورة المطففين، وقياساً على ذلك فإن التنافس يعد سلوكاً محموداً فى جميع المجالات، ولولا التنافس فى مجال العلم لما وصلت البشرية إلى ما آلت إليه من التقدم فى جميع العلوم والفنون.
- ولكن هل يعنى التنافس الصراع؟ كلا، إنه ليس كذلك، بل هو بذل الجهد للأمام فى إطار قواعد حاكمة تتيح للمتنافسين العمل للوصول إلى النتائج المرجوة دون أن يجور طرف على آخر، وذلك فى إطار ما يسمى بالروح الرياضية، وهى الملازمة للتنافس الشريف وتعنى الطموح أو روح الجماعة حيث يمكن الاستمتاع بالرياضة أو أى نشاط آخر على أن يوضع فى الاعتبار الإنصاف أى العدل والأخلاقيات والإحساس بالآخر مع المتنافسين. فهى إذن عنصر من عناصر الأخلاق، فالروح الرياضية مفهوم سامٍ وراقٍ ليس فى ساحات التنافس فحسب إنما هى سلوك عام ويظهر ذلك فى تعامل الناس بعضهم مع بعض، وهى تعنى قبول الآخر مهما كانت درجة الاختلاف معه.
- إن هذا ما نراه فى منافسات كأس العالم، حيث ينتهى هذا التنافس بفوز أحد الأطراف المتنافسين، وإذا بالطرف الفائز ينظم ممراً شرفياً ويشجع الطرف الخاسر، وذلك قبل أن يتم تسليم كأس الفوز، يا لها من عظمة وأخلاق راقية وسامية، إنها الروح الرياضية، وإنها التنافس، إنها كأس التنافس.
- ومع هذه المشاهد الجميلة لا يمكن أن نغض الطرف عن كأس آخر، ولكنها كأس مريرة وكلها علقم، وهى كأس الصراع الدامى بين روسيا وأوكرنيا، ولن يشرب من هذه الكأس أطراف الصراع فحسب، وإنما امتد إلى كل البشر، وأصبحت هناك أزمة عاتية تمر على العالم كله.
- إن كأس التنافس الشريف كأنها أمواج حالية تحمل البشرية إلى شواطئ الأمن والأمان وإلى التقدم والسلام، وتحمل الكثير من المعانى الراقية وهى كلها معانٍ أخلاقية عمادها قبول الآخر وتشجيع من فاز وإعطاء الفرصة لمن خسر.
- وإن كأس الصراع كلها علقم، وهى كأس مريرة، وهذا الصراع لا يأتى إلا فى إطار البعد عن العدل فهو نتيجة التظالم بين البشر وعدم احترام الآخر والاعتداء على الأنفس والأموال والأعراض بغير وجه حق، وهذا الصراع كأنه تسونامى وأمواج عاتية وظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج الإنسان يده لم يكد يراها، فلن ينجو منه أحد حتى إذا أوى إلى جبل ظناً منه أنه سوف يعصمه من الماء.
- لعلنا نعود إلى روح التنافس التى تحمل البشرية إلى شاطئ الأمن والأمان والسلام والتقدم، وأن نبتعد عن روح الصراع التى تهوى بالبشرية إلى هوة سحيقة. إن كأس التنافس كأس جميلة، ولكن كأس الصراع كلها علقم وكأس مريرة.