رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين


لا أقصد من يطلقن هذا النداء هن ربات الفيلات أو الشقق الفاخرة، أو القاطنات فيما يسمى الكمبوندات ذات الحراسات والأسوار الشاهقة، أو ربات النوادى والمولات أو مربيات الكلاب والقطط، ولكن هذا النداء اللاتى أطلقنه هن ربات البيوت اللاتى أخرجن طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ وأم كلثوم والشيخ الشعراوى. وغيرهم من رموز مصر فى جميع المجالات.
ربات البيوت الحقيقيات هن ملح هذه الأرض، وأسباب عمارها ومن يمثلون البعد الاستراتيجى والأمن القومى والغذائى لمصرنا العزيزة، ربات الخير والأبناء والنماء فى آن واحد، ربات البيوت هن مربيات الطيور بجميع أشكالها والماشية بجميع أحجامها، ربات البيوت الحقيقيات هن حاميات القلاع أو البيوت الريفية مصدر الخير للمدن والريف والحضر.
هؤلاء النسوة أو ربات البيوت، يطلقن آخر صيحاتهن لمعالى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى ويسطرن فى رسالتهن المكتوبة بماء العين أن بيوتهن أوشكت على الخراب بعد أن خوت العشش والحظائر من الطيور والماشية، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف إلى أعلى معدلاتها، ونفاد رصيدهن من القمح والذرة الذى كان بديلاً للأعلاف منذ بداية موسم الحصاد، بعد أن حصلت وزارتا الزراعة والتموين على كامل المحاصيل ومن تأخر من رجالنا عن تسليم حصته بالكامل من الأقماح والدراوى يتم إجباره على دفع غرامة تفوق الخيال.
والآن بعد أن استعرت أسعار الأعلاف خلت حظائرنا من الدواجن والطيور والخراف والمعيز، والذى لم نعهده منذ طفولتنا وأصبحن عاطلات لا يعملن فى دواوين حكومتكم السنية، ولا يعملن داخل منازلهن بعد أن خوت من الحركة وصوت الديوك التى كانت تؤذن فوق الأسطح لتوقظنا وتوقظ ضمائر تجار السوق السوداء الذين يحتكرون النخالة والأعلاف ويضاعفون أسعارها بين عشية وضحاها، وأصبح أبناؤنا الذين تربوا على البيض البلدى يبحثون عن بيض المزارع المشروخ الأقل ثمناً بسبب الغلاء الذى ضرب كل شىء.
لن نبالغ يا رئيس حكومتنا الرشيدة إذا قلنا لسيادتكم إن الشهور القادمة لن نجد فى الأسواق إلا الدواجن المجمدة، بعد أن توقفنا عن التربية والإنتاح المنزلى، وسوف ترتفع أسعار هذه الدواجن المجمدة والتى لم نعهد أكلها منذ نعومة أظافرنا، وستعانون أشد المعاناة لتوفير العملة الصعبة لشرائها من الدول الخارجية والتى سترفع أسعارها بالطبع بعد أن يزداد الطلب عليها وبعد أن يعلموا أن السوق المصرى لفظ أنفاسه وأغلقت المزارع والحظائر والعشش أبوابها وأصبح العاملون بها يتسكعون فى الشوارع مع زملائهم من الشركات التى تمت تصفيتها.
 ورغم هذا ما زلنا نشعر أن هناك أملاً فى دعمنا ودعم حظائرنا البسيطة، بأعلاف فى متناول إمكانياتنا، ولا حرج فى أن يكون هذا الدعم بديلاً عن الجمارك التى تم رفعها عن الدواجن المجمدة، والقادمة من الخارج وضرورة الإبقاء على هذه الجمارك لحماية الصناعة الوطنية وإنتاجنا المحلى، ما زلنا نشعر أننا ملح الأرض وظهير دولتنا فى الأيام الصعبة، وما زلنا ننتظر أن تمتد إلينا أيدى الحكومة، وتعيد الروح إلى حظائرنا وتمنع إعدام الكتاكيت وإغلاق المزارع لأننا خط الدفاع الأول لأمننا الغذائى والقومى معاً ونسأل الله السلامة لمصرنا العزيزة.