رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك




لم أجد راحة فى نسب هذا الشعب الطيب كريم العنصرين إلى أنه نسل فرعون أو يقال علينا فراعنة.. ربما كانت مصادفة أن أجد تلك الدراسة التى تماشت مع راحة قلبى.
نعم.. لسنا فراعنة، ولم ترد كلمة الفراعنة فى أى بردية قديمة، ولم تُنقش على أى حجر مصرى قديم..
بدأت الدراسة من القرآن الكريم حينما ذكر كلمة فرعون، لم يتعامل معها كلقب وإنما اسم علم «اسم شخص»، والدليل على ذلك مثلاً الآية فى سورة العنكبوت: «وَقَارُون وَفِرْعَونَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِى الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِين».. ورد اسم فرعون فى سياق يتحدث عن أسماء علم وليس ألقاب.. كما أن كلمة فرعون لم تأت مُعرّفة «الفرعون» مثل الملك أو الأمير أو الإمبراطور، وهو ما يعزز مفهوم أنه اسم شخص وليس لقبًا.
بل وسردت الدراسة أيضاً خمسة ألقاب فقط للملوك المصريين (سا رع - نب تا وى - نسو بيتى - حر نوب - حر)، ولا يوجد بينهم لقب فرعون.
والأهم، أن ما قام به «فرعون»، ذلك الشخص الغليظ الظالم الذى يستحى النساء ويذبح الأطفال، يتناقض مع الحضارة المصرية الراقية، وهو ما يعزز ما ذهب له بعض الباحثين من أن فرعون موسى من الهكسوس وليس مصريًا، وهناك من أراد عمدًا أن يشوه المصريين فنسب لتلك الحضارة العظيمة أفعال ذلك المُجرم.. وهو ما انتفت عنه مصريته التى كانت حملاً على قلبى، فهو أجنبى والحمد لله الذى أنقذنا من الانتساب إليه.
بالمناسبة، ورد فى القرآن الكريم لفظ «عزيز مصر» بينما لم ترد أبدًا كلمة فرعون مقترنة بكلمة مصر «فرعون مصر».. كما أن القرآن ذكر حاكم مصر بلقب «الملك» ولم يقل مثلاً «الفرعون فلان» أو «الفرعون» كلقب للحاكم..
فلماذا إذاً نصر على أن نقول على أنفسنا سلالة الفراعنة ولا نقول سلالة المصريين القدماء، أو الحضارة المصرية القديمة، ونطلق عليها زوراً الحضارة الفرعونية؟.
من حقى أن أكتشف أجدادى وواقعهم، وأنهم كانوا أرقى البشر، ولم يتورطوا فى أفعال إجرامية، بل كان حاكم مصر يستمد شرعيته من تطبيق القوانين «الماعت» التى تضمن كفالة الحقوق والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس، فكيف يمكن لحاكم مصرى أن يستعبد قوم موسى ضمن قوانين تمنع العبودية وتجرمها؟
أعلم أنه ربما يخرج علينا من يريد أن ينسف تلك الدراسة ليعيدنا إلى حظيرة الفراعنة بالزور، ولكن أنا شخصياً مقتنع تماماً أننا لسنا من نسل الفراعنة الهكسوس، ولا هذا الظالم فرعون الذى كتب عنه فى القرآن، ولن نسمح أيضاً بمن يدعى أن كل تلك الحضارة المصرية القديمة كان وراءها اليهود، إنهم المصريون القدماء الذين أبهروا العالم بعيداً عن الفراعين.