رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين


بداية لا بد أن نقر بأن للفن أهمية كبرى، وتأثيراً بالغاً فى المحيط الاجتماعى..بل نقول إن الفن فى حقيقته رسالة وعليه التزام تجاه المجتمع..هو رسالة لرقى المجتمع وعكس ذلك يخرجه من الإطار الفنى. ويمكن الحكم على المجتمعات من خلال ما يقدم من الفنون بكل أشكالها..ورقى الفنون هو دليل دامغ على رقى المجتمع والعكس صحيح..هذا ما نؤمن به بشكل شخصى على الأقل..نقول ذلك بسبب أننى قرأت كلمات (للكاتب الجميل يوسف إدريس) يعلق على مسرحية (مدرسة المشاغبين) والتى دمرت المجتمع المصرى..ولو كان الأمر بيدى لقمت بمحاكمة من قاموا بها. وسأنقل كلماته كما هي: يقول إدريس (أشهد إننى لم أرَ إلا جزءًا من مسرحية (مدرسة المشاغبين) المشهورة عُرِض بالصدفة فى التليفزيون، ولقد أذهلنى ما رأيته، ذلك أننى وجدت أن كثيرا من الفساد الذى أخذ يستشرى فى مدارسنا الثانوية بالذات – حتى العسكرية منها – وكثيرا من الألفاظ التى أخذت تنسال على ألسنة الطلبة، وكثيرا من الاعتداءات التى تحدث للمدرسين، كثيرا جدا من هذا كله كان مصدره هذه المسرحية التى قال لى مقتبسها (على سالم) وصاحب فرقتها (سمير خفاجة) إن الزمام قد أفلت بطول عرض المسرحية من النص، حتى أصبح كل ممثل واجتهاده فى إضافة ما شاء له من حركات وكلمات وبذاءات التقطها شبابنا الغض بمنتهى الحذق والبراعة، وراحوا هم الآخرون يقلدونهم أو يضيفون إليها من عندهم، حتى وصل الحال ببعض مدارسنا الثانوية أن الحشيش أصبح يدخن فيها علناً فى بعض الفصول النائية، بل ونشطت فيها تجارة حبوب الهلوسة والانسطال، وأن الفصول فى بعض الأحيان تتحول إلى فصول يصبح فيها الفصل المشاغب فى مدرسة المشاغبين نعمة من نعم الله. أهكذا تتحول مسرحية فى أصلها تعتبر قمة تربوية عالية؟
لم أكن فى الحقيقة أتصور أن يكون للمسرح ووسائل الإعلام كل هذا الأثر المدمر إذا عرضنا ما يدمر، ولكنى بدأت أؤمن أننا ما كان يجب أن نسمح بدخول الشباب الصغير هذه المسرحية بالذات وغيرها، ما دام معظم تلك المسرحيات قد تحول إلى ما يشبه الكباريهات وإصلاحيات الأحداث والسجون.
إننا فى أكثر بلاد العالم تقدماً و«انحلالاً»، ما زلنا نقرأ «ممنوع» لأقل من 16 سنة، ذلك لأنهم يدركون أنه وإن فسد حتى الجيل الكبير الحاضر، فالكارثة أن يفسد الجيل الجديد القادم، ومن الواجب بل من المحتم أن نمنع عن هذا الجيل الذى لم يمتلك بعد كل أدوات عقله وإدراكه وضميره، أن نمنع عنه هذه السموم الأخلاقية والتربوية، لأن الأثر يكون مضاعفاً ورهيباً، والنتيجة تكون كارثة، فساد المستقبل تماما، فالصحة ليست معدية، إنما المرض هو المعدى، وأن يمرض بيت أو شاب من بيت أو حى أو مدينة بأكملها شيء، أما أن يمرض المجتمع ونُمرضه نحن بأيدينا فمسألة لا أعرف كيف تمَّت وكيف لا تزال تتمُّ أمام أعيننا لا نراها ولا ندرك بلواها.
فَلْيندثر أو فَلْيتحلل الجيل الحالى إذا أراد، أمَّا المستقبل فلْننقذه الآن وبكل ما نملك).

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال
أكاديمية الفنون