عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

ما حدث فى استاد لوسيل بقطر هو معجزة بكل المقاييس.. معجزة أبطالها النسور الخضر، ويقف وراءها تخطيط وإعداد جيد وعزم وإصرار على النجاح، وقبل ذلك كله إيمان بالله.

لم يكن أحد يصدق أن تفوز السعودية على الأرجنتين، وكانت توقعات ذلك الاحتمال لا تزيد على 1٪ بينما كانت توقعات فوز الأرجنتين تزيد على 95%. الاختلاف فقط كان فى طبيعة الهزيمة، وهل ستكون خفيفة أم ثقيلة.

لكن ما حدث كان شيئاً آخر.. السعوديون قهروا الأرجنتين أقوى منتخب فى العالم والمرشح الأول للفوز بكأس العالم وكسروا ميسى أفضل لاعب فى تاريخ كرة القدم بعد بيليه ومارادونا.. هزم السعوديون فريق الأرجنتين الذى لا يهزم.. فانتصاراته المتتالية توقفت على صخرة النسور الخضراء الذين أبهروا العالم.

أوقف منتخب السعودية سلسلة اللاهزيمة للأرجنتين عند 36 مباراة متتالية ليظل الرقم القياسى لمنتخب إيطاليا عند 37 مباراة.

دخل المنتخب السعودى التاريخ من أوسع أبوابه بعد تحقيق الفوز الأول على فريق التانجو فى 5 مباريات جمعت بينهما.. وأوفى البليهى بوعده عندما قال للبرغوث ميسى فى حوار غير ودى بعد إحراز الهدف الثانى «لن تفوز».

كان ميسى فى الماضى يطلب ملايين الدولارات مقابل زيارة خاطفة لأى دولة عربية، وكانت الكرة العربية والإفريقية لا تلفت انتباهه.. واليوم يلعب المونديال على أرض عربية وينهزم لأول مرة فى تاريخه من فريق عربى.

لقد كتب النسور الخضر التاريخ وحلقوا فوق السحاب وكتبوا بأحرف من نور مكانة جديدة للسعودية فى تاريخ كرة القدم.

شعرت بالفخر وأنا أتابع المباراة ووجدتنى أردد ارفع راسك فوق انت سعودى.. ارفع راسك فوق انت عربى.

انتصار المملكة هو انتصار لكل عربى.. وما فعله القادة العرب ليس بجديد.. فعندما يتوشح أمير قطر بالعلم السعودى ويتفاعل والده الأمير حمد مع فوز السعودية من المدرجات، وعندما يكون رئيس الإمارات محمد بن زايد أول المهنئين وبعده ملك الأردن الملك عبدالله.. كل هذا ليس بجديد علينا.

وعندما تنتفض مصر الرسمية والشعبية وتتفاعل مع الفوز السعودى هو أمر طبيعى أيضاً.. فالمسيرات التى نظمها المصريون مع الأشقاء فى ميادين المملكة تزامنت مع مسيرات صاخبة فى شوارع القاهرة وكأن منتخب مصر هو الفائز.. هذا كله دفع السفير السعودى بالقاهرة أسامة بن نقلى لأن يغرد على تويتر  قائلاً: شكراً مصر الحبيبة على مئات التهانى القلبية الصادقة التى تلقيتها هاتفياً ونصياً بمناسبة فوز السعودية على الأرجنتين.. الشكر لله أولاً ولقيادة لم تدخر جهداً ولأبطال المنتخب.. والتهنئة للرياضة العربية التى ازدادت باستضافة قطر المونديال وتعطرت بفوز السعودية.. ما أجملها كلمات صادقة ومعبرة من سفير خادم الحرمين فى مصر.

الفرحة لم تكن فى السعودية ومصر فقط ولكن كانت فى كل العواصم العربية، وهو ما دفع صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية لأن تصف فوز السعودية بأنه فوز للشرق الأوسط، وأنه فوز وحَّد المنطقة، وأن النتيجة احتفل بها المسلمون والعرب فى كل مكان على أنها انتصار لهم.

المعجزة السعودية لا تقتصر على  كرة القدم ولا تتوقف عندها، وإنما هى معجزة لمنظومة شاملة كرة القدم جزء منها.