رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تسلل

 رزانة المدربين وتصريحاتهم وشخصيتهم فى الأوقات العصيبة وغيرها، تصنع فى أوقات كثيرة الفارق للتأثير الإيجابى وغير المباشر على اللاعب لتعويض فوارق عدة، والقفزات النادرة والانتصارات الفجائية المدوية غير المتوقعة لا تأتى من فراغ.

قد يكون مبدأ التكافؤ فى عالم الساحرة المستديرة غير متوفر وتتدخل عوامل استثنائية تقلل الفجوة الكبيرة وتحجمها وربما تتفوق على كل الصعاب والتحديات وتفجر مفاجآت صارخة فى مشهد دراماتيكى مذهل!

وكرة القدم لا تخضع لمعايير منطقية فقد تلعب وتجيد وتخسر، وأحيانا أكثر امتلاكًا للكرة وإهدارًا للفرص ولا تفوز، لكن هناك ثوابت قد تصنع الفارق كمدرب بفكره وتصريحاته العقلانية والذكية وشخصيته، أو لاعب موهوب يخطف فوزًا ثمينًا ليس «على البال أو النية»، أو روحًا قتالية وتركيز شديد لعناصر الفريق أمام منافس مغرور رغم الفوارق الفنية وخلافه.

كل الترشيحات قبل لقاء السعودية والأرجنتين تصب فى صالح الأخير بحكم التاريخ والنتائج والنجوم والمواهب، وتدخلت عوامل قلبت الموازين خاصة مدى تقدير كل منتخب للآخر، جاءت تصريحات ليونيل سكالونى مدرب الأرجنتين تبعث على الطمأنينة وكأنها موقعة محسومة عند تصنيف المنتخبات الثلاثة ملمحًا إلى أن السعودية أقل المنتخبات مقارنة بالمكسيك وبولندا.

وسواء كان هذا التصريح  وصل للاعبيه من عدمه فهو إحساس تملك من الجميع، وبدا واضحًا بتراجع الروح والتركيز، والاطمئنان للفوز القادم فى أى وقت خاصة مع التقدم فى الشوط الأول بهدف.

ولم يفق سكالونى من غروره إلا بعد صافرة النهاية حيث اعترف بأنه لم يستوعب الخسارة بعد «هدفين فى 4 دقائق» مبررًا الخسارة المؤلمة بحالات التسلل التى أهدرت الفوز من بين يديه لأن السعوديين نصبوا «مصيدة التسلل وفعلوها جيدًا» ونسى أن السقوط فى التسلل لعدة مرات وبفارق بضعة مللليمترات – على حد قوله - يكشف عن تركيز شديد مِن ناصب المصيدة والعكس تماما من الواقع فيها! وهو ما صنع الفارق.

وكشفت تصريحات رينارد عن واقعيته التى كانت وراء الفوز التاريخى فلم يرجعه لعبقريته وإنما لواقع الكرة الحقيقى، فعند الفوارق بين ثالث العالم والمصنف 51 عالميًا تبقى إمكانية الفوز مرة  كل 10 مواجهات!

براعة رينارد بجانب واقعيته أنه غرس 3 عناصر مهمة فى لاعبيه قبل اللقاء التركيز الشديد حين أكد لهم قبل المواجهة بأيام وكأنه يقرأ « الكف» وبأسلوب المدرب الفيلسوف، نواجه منتخبًا متمرسًا وعلينا أن نتعلم المعاناة.. ومواجهته تتطلب التركيز.. كيف؟ قد تلعب مباراة رائعة وتدفع ثمنًا باهظًا فى النهاية لأنك فقدت التركيز لثوان فقط.. وهو ما حدث.. تركيز شديد من لاعبيه، بينما ضاع التركيز من المنافس 4 دقائق فضاع الفوز!

ثانيها، رفع الضغوط عن لاعبيه قائلًا: هناك مفاجآت فى كل بطولة لماذا لم نحقق واحدة منها؟ « فنزل اللاعبون وبداخلهم إيمان بأنهم سيفجرون المفاجأة مهما كانت التحديات،ثالثها»، الروح القتالية عندما شدد على أننا «اللاعبون والمدرب» سنجعل الشعب السعودى فخورًا بنا» كلمات كان لها فعل السحر مع وجود الإرادة!..  وفرق بين منتخب يستميت فى القبض على أسباب النجاح، وآخر غارق فى الغرور!

[email protected]