رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

إن الهدف العظيم للتعليم ليس "المعرفة" ولكنه "العمل". كما قال العظيم "هربرت سبنسر" وأتصور أن هذا الكلام العظيم قد يكون بداية مناسبة لإستكمال ما قد بدأته من حديث فى الأسبوع الماضى  بخصوص دعوى مصر ل   ( مبادرة عالمية ) من بعد استضافتها للنسخة رقم 27 من مؤتمر المناخ ، وذلك حول  ضرورة ربط المنظومة التعليمية بما يحدث من متغيرات مناخية ، وعليه أهمية إلزام الدول الغنية بتوجيه المزيد من الجهود المعنوية والمادية إلى الدول النامية فيما يتعلق بالشئون التعليمية بشأن التأثير المناخى ، وهو ما سيؤكد على ما قد ذهبت إليه فى بداية مقالى بأن "العمل " هو الأهم حتى تعم الفائدة وتنتشر  هذا من جهة ، ومن جهة  آخرى لا تقل أهمية سيبرز كذلك الدور المتميز والمفيد من إستضافة مصر على أرضها  لتلك النسخة من هذا المؤتمر الهام والعالمى.

وتعالوا معى نمر سريع على بعض من المجهودات والخطوات التى أتخذتها مصر فى تلك الجزئية ، حتى نرى الأمر بشىء من الوضوح وبالتالى نستطيع أن نجيب على الأسئلة التالية:  أين نحن  الآن مما يدور حولنا؟ وإلى أين نريد أن نصل؟ هذا منا جهة ، ومن جهة آخرى حتى يتسنى لنا أن نلقى بعض الضوء على بعض من الإجرءات التى سننادى  بها الدول الغنية  - وخصوصا تلك المتسبب الأكبر فى المشكلة المناخية- لتقديمها للدول الفقيرة والنامية فيما يخص التوعية التعليمية فى هذا الصدد.

فمثلا خلال الفترة الماضية وضعت وزارة التربية والتعليم  المصرية خطة إستراتيجية بهدف رفع وعى الطلاب والمعلمين بأهمية القضايا المناخية ،  وعليه قامت بعمل برنامج تدريبى وتوعوى خلال أغسطس الماضى لعدد 150 مدربا ،  وشملت الحقيبة التدريبية مناقشة مفاهيم البيئة، وقضايا المناخ الرئيسية، مثل التغيرات المناخية و الإستدامة البيئية و
تطوير مهارات المعلمين في بناء مجموعة من الأنشطة المصاحبة لموضوعات المناهج الدراسية لإكساب الطلاب اتجاهات إيجابية نحو قضايا البيئة وكيفية حمايتها، واكتشاف طرق مبتكرة لتحقيق ذلك، بما يتفق مع المرحلة الدراسية، وقدرات الطالب ، ومهاراته، والأهم هو تطبيقها على أرض الواقع، ونشر التوعية فى المجتمع المحيط .
أيضا قامت الوزارة بدمج عامل التغيير المناخى فى كافة مناهجها و مشروعاتها، كما وضعت فصلا كاملا فى الصف الثالث الابتدائى عن اثار التغيرات البيئية من حيث الوصف ومقارنة البيئات الطبيعية ، كما ووضعت ايضا فى  منهج الدراسات الاجتماعية العديد من الدروس التي تتناول أهم المشكلات البيئية التي تواجه الموارد الطبيعية في مصر، مثل تلوث الهواء والتربة والماء وأسباب حدوثها والنتائج المترتبة عليها والتي تعد التغيرات المناخية أحد نتائجه ، كذلك الأمر فى اللغة العربية للصف الأول الابتدائي، فهناك دروس تحث الطلاب على زراعة الأشجار  للحفاظ على البيئة تحقيقًا لحملة "اتحضر للأخضر" نحو بيئة صحية مستدامة، وفي منهج اللغة العربية للصف الثالث الابتدائي ايضا هناك دروس خاصة بالتوعية بأهمية المحميات الطبيعية كنوع من الثروات البيئية النادرة والتي تستوجب حمايتها من التغيرات المناخية، بالإضافة الى دراسة  "إعادة التدوير" والتي تمثل إحدى أصدرتها الأمم المتحدة في إطار من التعاون المشترك لإيجاد سبل للنجاة نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة، لضمان مستويات أفضل من جودة الحياة فى إطار بيئة صحية، وآمنة، وتنمية مستدامة خضراء.