عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر بلد عزيز على الله سبحانه وعلى نبيه (صلى الله عليه وسلم), ويكفى للتدليل على ذلك أن الله تعالى ذكرها فى كتابه أكثر مما ذكر بلده الحرام, وربط بينها وبين الأمن والخير الذى يفيض فى ربوعها, ومصر تقع دائما فى مكان الحب لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) رغم أنه لم يدخلها إلا عابرا فى رحلة الإسراء والمعراج، وصلى بجبل الطور ركعتين كما تروى كتب السير، أنه كان يركب البراق خلف جبريل عليهما السلام، ومر بأرض ذات نخل فقال ما هذه يا أخى يا جبريل، قال هذه طيبة، طيب الله ثراها، وكانت هذه المدينة المنورة، قبل أن تنار بمقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وكان اسمها يثرب وطيبة، ثم مر بأرض بيضاء، فقال ما هذه يا أخى يا جبريل؟ قال هذا الوادى المقدس طوى الذى كلم الله عليه موسى، فنزلا وصليا ركعتين، ثم واصلا رحلتهما) فهذا يؤكد منزلة مصر ومكانتها، لأنها البلد الوحيد فى العالم الذى تجلى عليه الله لموسى عليه السلام حين قال «رب أرنى أنظر إليك قال لن ترانى ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف ترانى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا) وكان ذلك فى جبل الطور أيضاً. وأشارت كتب السيرة إلى أن مصر ذكرت فى القرآن الكريم أكثر من ثلاثين مرة، تصريحا وتلميحا.

ومع درس الوفاء والعرفان نستحضر قيمة عليا هى قيمة حب الوطن لنوقن حق اليقين أنها شعبة من شعب الإيمان. وهو ما علمنا إياه سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) حين بارح دروب مكة وشعابها وأوشك على الانفصال عن جبالها ووديانها وهضابها فوجه إليها خطابه وكأنما هو يناجيها مع مرارة فراق ما فيها ومن فيها، ويقول: «والله إنك لأحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إلى ولولا أن قومك أخرجونى منك ما خرجت» وأعطت هجرته الشريفة درسا فى تعليم الأجيال حب الوطن, والانتماء له والدفاع عنه, بكل غال ونفيس.

وحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت على رضى الله عنها لأهل مصر

عندما قدمت إليها: «يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً»، ستظل هذه الدعوات المباركات حصناً وملاذاً لكل المصريين.

مصر التى أنقذت العالم سبع سنين عندما واجه سيدنا يوسف عليه السلام والذى يعد بما أتاه الله من علم وحكمة أول من أدار مخاطر الجفاف الذى عانت منه مصر وشعوب المنطقة، حين فسر لهم رؤيا الملك، «قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه فى سنبله إلا قليلا مما تأكلون» ومن قوله، فما حصدتم من تلك الزروع فذروه أى: اتركوه فى سنبله، حفاظا له من الآفات والتسوس وأبقى له وأبعد من الالتفات إليه، إلا قليلاً مما تأكلون أى: دبروا أيضاً أكلكم فى هذه السنين الخصبة، وليكن قليلا، ليكثر ما تدخرون ويعظم نفعه ووقعه، حتى أتت إليه القوافل تتطلب منه الإحسان والصدقة ومنهم إخوته، «فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعةٍ مزجاةٍ فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزى المتصدقين»

(يوسف: 88)

مصر التى أنقذت الجزيرة العربية من الأزمات، ففى عام الرمادة فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه وكان يقول للصحابة: أيها الناس استغفروا ثم توبوا إليه.. اللهم كنا نتوسل بنبينا محمد فتسقنا ونحن اليوم نتوسل إليك.. فنزل المطر ولكنه لم يكن كافيا..فأرسل سيدنا عمر بن الخطاب رسالة إلى عمرو بن العاص حاكم مصر.. يا عمرو أرسل إلينا الزاد والدواء، وهنا جاء دور مصر العظيم، وظهر كرم المصريين جميعا ولم يبخلوا بشىء..أرسل سيدنا عمرو بن العاص رسالة، فقال أرسلت إليك قافلة محملة إلى المدينة المنورة أولها عندك وآخرها عندى.

مصر التى واجهت التتار والغزاة، وحررت بيت المقدس، مصر التى واجهت تحديات الاستعمار والعدوان الثلاثى عام ١٩٥٦، وعدوان ١٩٦٧، وخاضت حرب اكتوبر المجيدة 1973 وحررت أرضها، مصر بشعبها وجيشها وشرطتها واجهت الإرهاب الأسود عام ٢٠١٣ ومخططات تقسيم العالم العربى إلى دويلات.. وتفتيت دول المنطقة.. وأفشلت مشروع الشرق الأوسط الجديد.

مصر بلد يستحق أن نحبه، وأن ندافع عن ترابه، ونبذل كل غال ونفيس فى سبيله، فهل رأيتم بلدا ذكر فى القرآن مثل ما ذكرت مصر، وأقول لشبابنا: هذه مصركم فافخروا بها، وارتفعوا معها، واجعلوها فى قلوبكم، واعملوا من أجلها، وجاهدوا فى سبيلها، ثم لا تتركوا لحاقد أو حاسد مجالاً بينكم وإنما تقفون بالمرصاد لكل من يحاول أن ينال من هذا البلد.

حفظ الله الوطن.

 

 

عضو الهيئة العليا

رئيس اللجنة العامة لحزب الوفد ببني سويف