رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الظواهر الغريبة أو غير المألوفة تثير الرعب دائمًا فى نفوس من يشاهدها، إلى أن يأتى تفسير علمى يحل لغز هذه الظواهر، وخلال تلك الفترة من البحث والدراسة حتى معرفة السبب، تبقى التكهنات والخرافات فى أغلب الأحيان هى المرجع والملجأ للتفسير.

- من هذه الظواهر ما حدث مؤخرًا فى حظيرة أغنام فى مدينة «باوتو» شمال الصين، وسجلت كاميرات المراقبة- مطلع هذا الشهر- قطيعًا من الأغنام يتحرك فى حلقة دائرية لمدة 12 يومًا متصلة فى اتجاه عقارب الساعة، هذا الفيديو الذى تم تداوله على نطاق واسع ترك الناس فى حالة من الصدمة والارتباك، وحيَّر العلماء الذين لم يتمكنوا من شرح ما حدث.

- تحكي السيدة «مياو» صاحبة المزرعة أن الحركة الدائرية بدأت ببضعة خراف قبل أن ينضم إليها باقى القطيع، وأنه على الرغم من وجود 34 حظيرة، إلا أن الأغنام الموجودة فى الحظيرة رقم 13 هى التى تحركت بهذا الشكل الغريب، بينما ظل عدد منها ساكنًا صامتًا تمامًا داخل الدائرة، وقد تكهن البعض بأن هذا المشهد الغريب نتيجة مرض بكتيرى يسمى «الليستريات» المعروف باسم «مرض الدوران» وفقًا لدليل «ميرك» الطبى.

- لم يكن مشهد الأغنام هو الأول من نوعه الذى أحدث هذا النوع من الذهول أو الارتباك، ولن يكون الأخير من فصيلته، وإليك بعض النماذج وليس حصرها:

- ظاهرة انتحار الكلاب فوق جسر أوفرتون بإسكتلندا، والمعروف باسم «جسر انتحار الكلاب»، يقول السكان إن الكلاب تقوم بعملية القفز بسبب وجود قوة خارقة تدفعها إلى الانتحار، وتقول بعض الروايات إن هذا الجسر تطارده سيدة تدعى «أوفرتون البيضاء»، عاشت بمفردها حزينة لأكثر من 30 عامًا بعد وفاة زوجها عام 1908.

- فى 1994 ألقى رجل ابنه من فوق هذا الجسر لاعتقاده أن طفله هو «المسيخ الدجال»، حاول هذا الرجل الانتحار بعدها من نفس المكان وفشل، وتم نقله بعد ذلك لمستشفى الأمراض العقلية، ويقول شهود عيان إن الكلاب تميل إلى القفز من نفس المكان الذى ألقى منه الطفل.

- النظرية الأكثر تداولًا لتفسير هذه الظاهرة هى رائحة الحيوانات الموجودة تحت الجسر– مثل السناجب والفئران– الجاذبة للكلاب، وهو ما أكده ديفيد ساندز، عالِم سلوك الحيوانات، عندما زار الجسر فى 2010، ولاحظ أن غالبية الكلاب التى تقفز هى أنواع ذات أنوف طويلة ولديها مهارات خاصة فى تتبع الرائحة.

- كذلك لم يجد أحد تفسيرًا لانفجار تونجوسكا فى سيبيريا الذى وقع عام 1908 وأدى إلى دمار أكثر من 80 مليون شجرة من الغابة المحيطة، وبعد البعثات العلمية الروسية التى درست مكان الانفجار لم يتم التوصل لسبب واضح، وأرجع البعض أن مذنبًا أو نيزكًا وراء هذا الانفجار، بينما قال آخرون إن انفجار مركبة فضائية هو السبب، وهناك من يعتقد أن «إله الرعد» هو من تسبب فى هذا الانفجار، لأنه كان غاضبًا من الشعب السيبيرى.

- يمكن أن تؤدى الحوادث الخارقة إلى الكثير من الانزعاج والخوف، ولكن الحقيقة الأكثر إزعاجًا هى تلك الظواهر الخارقة للواقع الذى نعيشه، ويزيد الأمر إيلامًا عدم وجود سبب واحد واضح وحاسم لتفسيرها، لتنضم إلى الظواهر الخارجة عن نطاق العقل، منها مثلًا واقعة «رجل الكشرى» من بداية رحلته مع «علبة الكشرى»، مرورًا بمرحلة جبر الخواطر، ثم مرحلة الاستفزاز التى عاشها الكثيرون، ثم مرحلة قبل النهاية والقبض عليه لاتهامه فى عدة قضايا ثم إخلاء سبيله، هذه الرحلة الطويلة والمستفزة التى سردتها فى عدد قليل من الكلمات، تفوق فى خيالها وتفسيراتها كل الظواهر الخارقة للطبيعة!

- وتأتى ظاهرة الهجوم الشرس على «كأس العالم فى قطر»، لتنضم هذه الحملة المريبة إلى أخواتها من الظواهر الخارقة التى أشرنا إليها سابقًا، فلا تدرى لماذا يحدث هذا السياق الممنهج، ولن تجد سببًا واحدًا حاسمًا وراء هذا الهجوم، وتبقى التكهنات والاجتهادات الشخصية هى العامل الأول للتفسير، وقد تحدثنا بالتفصيل عن هذه الحملة المريبة فى مقال الأسبوع الماضى تحت عنوان «مجتمع الميم ينهش قطر»، ومن المؤكد أن هذا الهجوم سيزداد عنفًا طوال فترة المونديال، ويمكن بعدها العثور على الأسباب الحقيقية التى تحل لنا هذا اللغز.

- فى النهاية.. يبقى الذهول عاملًا مشتركًا بين جميع الظواهر الخارجة عن المألوف، مثل دوران الأغنام السابق، ويبقى السؤال: لماذا تدور الأغنام حول نفسها؟!

[email protected]