رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقي

ستظل السينما المصرية مدينة بالكثير للفنانة المتفردة ليلى مراد، كما سيتوقف تاريخ الموسيقى والطرب طويلا أمام المنجز الكبير الذى تركته ليسعدنا حتى الآن رغم أنها توقفت تمامًا، تقريبًا، عن الغناء والتمثيل وهى فى السابعة والثلاثين من عمرها، فهذه السيدة التى يمر اليوم 27 عامًا على رحيلها وهبت الملايين شلالات من البهجة المستمرة من قرن إلى آخر.

ولدت ليلى فى 17 فبراير 1918، أى قبل اندلاع ثورة 1919 بعام واحد (عددنا ساعتها نحو 13 مليون نسمة)، الأمر الذى يجعلها ابنة هذه الثورة العظيمة التى حققت وثبات هائلة فى المجتمع المصرى على جميع الأصعدة: فى السياسة والاقتصاد والفكر والأدب والفن، والأهم، فى تعزيز شعور المصريين بأنفسهم، ما جعلهم يلهثون للحاق بركب الحضارة بعد أن تيقنوا حجم المسافة بينهم وبين الغرب المتقدم.

عرف الجمهور صوت ليلى قبل أن يرى وجهها الجميل، فقد تولت الغناء، فى فيلم (الضحايا) الذى كتب قصته فكرى أباظة وأخرجه الإيطالى ماريو فولبي، حيث عرض فى 25 فبراير 1935، وبعد ذلك التقطها الموسيقار الأعظم محمد عبدالوهاب، ليقدمها للجمهور للمرة الأولى فى فيلمه الثالث (يحيا الحب) للمخرج محمد كريم، والذى عرض فى 24 يناير 1938.

قامت ليلى مراد ببطولة نحو 27 فيلمًا فى غضون 17 سنة فقط، آخرها كان (الحبيب المجهول)، والذى عرض فى 23 مايو 1955 كما جاء فى (دليل الأفلام فى القرن العشرين) للناقد والمؤرخ السينمائى محمود قاسم.

حررت ليلى فن التمثيل من سجن الخطابة الذى حاصر الممثلات قبلها، فقد كان المنطق المسرحى فى الأداء هو السائد، وهو منطق يتكئ على المبالغة فى الصوت والحركة حتى يتمكن من يجلس فى آخر مقعد بصالة المسرح من المشاهدة والمتابعة، أما السينما فلها منطق آخر، يعتمد على الاقتصاد فى التعبير، لأن الكاميرا قادرة على اقتناص أية همسة أو حركة أو نظرة.

تذكر معى ملامحها المريحة وخفتها اللطيفة فى أفلام (غزل البنات/ ليلى بنت الأغنياء/ بنت الأكابر/ عنبر/ حبيب الروح/ ورد الغرام/ شاطئ الغرام) وغيرها، كما أن هذه الأفلام احتشدت بعشرات الأغنيات الجميلة المتنوعة المعبرة عن الوله والعشق والهجر واللوعة، والشقاوة اللذيذة أيضا.

اعتصمت ليلى مراد بعزلتها 12 عامًا متواصلة، فلما تعرضت مصر لهزيمة 1967، كسرت تلك العزلة وترنمت بأغنية بديعة تشد أزر الجيش المصرى بعد النكسة. يقول مطلع الأغنية التى كتبها فتحى قورة ولحنها منير مراد: (يا رايح على صحراء سينا/ سلم على جيشنا اللى حامينا)، ثم عادت لتختبئ فى شرنقة العزلة، إلى أن كسرتها مرة ثانية وأخيرة فى 1978 تقريبًا حين دعتها النجومية الطاغية لمحمود ياسين آنذاك، لتغنى مقدمة المسلسل الإذاعى (لست شيطانا ولا ملاكا)، الذى لعب محمود بطولته مع نجلاء فتحي، والتى يقول مطلعها (ويا عينى ع الدنيا).

باختصار... ليلى مراد... سيدة البهجة الغنائية.