عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

بعد قيام ثورة يوليو قرر اللواء محمد نجيب وكان وقتها هو قائد الضباط الأحرار، إصدار بيان قال فيه «السينما وسيلة من وسائل التثقيف والترفيه وعلينا أن ندرك ذلك لأنه إذا ما أُسئ استخدامها فإننا سنهوى بأنفسنا للحضيض وتدفع بالشباب للهاوية».. وبعدها أصدر بيانًا جديدًا للفنانين عنوانه «الفن الذى نريده»، مستهدفًا الراقصات!

وأصدر اللواء نجيب البيان الثانى بعد أسابيع قليلة من البيان الأول ويبدو أنه كان أكثر ثقة بالذات بعد أن اطمأن هو وأعضاء مجلس قيادة الثورة أنهم تمكنوا من السلطة كاملة فجاء البيان بلهجة عسكرية حازمة تحذر وتهدد، وليس طلبًا أقرب إلى الرجاء كما جاء البيان الأول وقال فيه «لا يوجد فيلم إلا وأقحمت فيه راقصة وهذا كان يليق بالعهود البائدة ولكنه لا يليق بمصر الثورة».. واستمرارًا للبيان توالت لقاءات عناصر السلطة الجديدة مع السينمائيين الذين حرص الكثير منهم تمشية الحال، وللحفاظ على لقمة العيش أن يجاملوا رجال الثورة بأن جعلوا أبطال الأفلام يرتدون الزى العسكري.. ولم يعجب ذلك الوضع المخرجين أحمد بدرخان ومحمد كريم وحسن رمزى واعترضوا على رؤية الضباط الاحرار للسينما حيث قال حسن رمزي: «نحن شعب مرح وليس معنى الثورة أن ننتج أفلامًا حزينة»، وبالطبع استمر تواجد الراقصات على الشاشة فى الأفلام وبنفس المساحات رغم تحذير اللواء نجيب!

ومهرجان القاهرة السينمائي.. بدأ كذلك سياسيًا وبموافقة الرئيس أنور السادات، وهو فى الأصل أحد أعضاء مجلس الثورة القديم قبل أن يكون رئيسًا، عندما أراد أن تظل مصر هى الرائدة فى الشرق الأوسط، لفن السينما بتنظيم مهرجان دولى للسينما والمهرجان بموافقة الاتحاد الدولى للمنتجين قبل أن تفعلها إسرائيل، وأعطى أوامره لوزير الثقافة الأسبق يوسف السباعى بإقامة المهرجان.. وبالفعل افتتح رسميًا رئيس مجلس الوزراء الأسبق ممدوح سالم الدورة الأولى للمهرجان عام 1976، وسط حفاوة رسمية وفنية وسينمائية!

وبمناسبة افتتاح الدورة الـ 44 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولي، منذ أيام، سيظل هذا المهرجان هو الأول فى الشرق الأوسط كما أراده الرئيس السادات، ولابد أن يستمر بما يليق بتاريخ السينما فى مصر، كثانى دولة فى العالم تعرف السينما بعد فرنسا.. ولا يمكن أن يأتى كل رئيس مهرجان وهو يحمل همًا عظيمًا بسبب تمويل كل دورة من المهرجان.. وإذا كان من الضرورى أن تشارك المؤسسات والشركات المصرية سواء كانت فى مجال الإنتاج السينمائى أو غيره، فى دعم المهرجان، فإن ذلك لم يأتِ إلا إذا قامت الدولة بدعم المهرجان أولًا ليستشعر بقية الداعمون أنه مهرجان رسمى وليس مجرد مهرجان للسينمائيين فقط!

[email protected]