عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا

كنت ولازلت مؤمنًا بأن مصر والسعودية هما مفتاح التنسيق السياسى فى أفضل صورة بالشرق الأوسط، وهما ميزان الاستقرار وتبنى الأفكار والمبادرات المبدعة لتلبية طموحات شعوب المنطقة. لقد كان الملك عبدالعزيز آل سعود هو أول من انتبه لخصوصية مكانة مصر فى المنطقة، حين قال عبارته الشهيرة قبل أكثر من 100 عام: «لا غنى للعرب عن مصر ولا غنى لمصر عن العرب».. واليوم أستعير من الملك المؤسس مقولته الشهير مع بعض التصرف لأقول: «لا غنى لمصر عن السعودية ولا غنى للسعودية عن مصر»، فكلا البلدين ظهير سياسى قوى للآخر فى تنسيق المواقف وتبنى المبادرات، وظهر ذلك بوضوح فى القمة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخى COP 27 إذ لم تكن مصادفة أن تتطابق رؤية البلدين حول ضرورة أن تكون هذه القمة مختلفة عما سبقها لتصبح «قمة التنفيذ» التى تتحول فيها الأفكار والمبادرات والتعهدات إلى خطط عملية لإنقاذ كوكب الأرض من ظاهرة الاحتباس الحرارى، حيث تتفق مصر والسعودية على محورين هما:

ضرورة امتلاك إرادة سياسية للتصدى للتغيرات المناخية.

وضرورة الانتقال من مرحلة المفاوضات والتعهدات إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

لقد جاء الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى إلى مصر طارحًا رؤية «من الطموح إلى العمل»، حيث تشارك السعودية بمبادرتين مهمتين وهما:

- النسخة الثانية من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التى تم طرحها يوم 7 نوفمبر 2022.

- منتدى مبادرة السعودية الخضراء، المقرر طرحها يومى 11 و12 نوفمبر الجارى.

وبالتوازى مع ذلك تطرح السعودية أيضاً مبادرتين إقليميتين ذات حيثية وهما:

- توفير وقود نظيف للطهى لخدمة أكثر من 750 مليون شخص على مستوى العالم.

- تأسيس صندوق استثمارى لحلول وتقنيات الاقتصاد الدائرى الكربونى.

مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» تستهدف زراعة 50 مليار شجرة فى المنطقة العربية وفق برنامج يعد أكبر برامج زراعة الأشجار فى العالم، من أجل تقليل الانبعاثات الكربونية فى المنطقة بأقل من 10% من الإسهامات العالمية. وتكمن حيوية هذه المبادرة فى أنها تنطلق فى الإقليم العربى الذى تحيطه إثنان من الصحراء الكبرى وهما: الربع الخالى شرقًا فى الجزيرة العربية، والصحراء الكبرى غربًا فى شمال أفريقيا، أى أنه الإقليم الأشد تأثرًا بالتغير المناخى على وجه الأرض. وتعد المبادرة امتدادًا لرؤية 2030 التى تسعى لمشاركة فئات المجتمع فى رسم مستقبل أخضر للبلاد. والرؤية السعودية تتطابق تمامًا مع الرؤية المصرية فى التعامل مع قضية المناخ، حيث أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر دليل على الجدية تجاه التكيف مع تغير المناخ. وكشف عن أن مصر تدشن مشروعات فى مجالات النقل النظيف واستدامة الموارد المائية. وقال الرئيس: إننا نسعى إلى توفير آليات وسائل تنفيذ التكيف مع التغير المناخى.

وتستند الرؤية المصرية فى ملف المناخ إلى مجموعة من المحاور المهمة:

- اعتماد الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية حتى عام 2050.

- إطلاق المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية تحت رعاية رئيس الجمهورية.

- إطلاق منصة «نوفى» لدعم المشروعات الخضراء.

- إنشاء المجلس الوطنى للتغيرات المناخية برئاسة رئيس الوزراء.

المشاركة المصرية السعودية فى قمة المناخ تعد الأكثر واقعية فى قراءة التحديات التى تواجه البشرية، وتقدم حلولًا عملية مصحوبة بآليات التنفيذ الواضح الذى يجعل هذه القمة تختلف وتتميز عما سبقها.

[email protected]