رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

أيام قليلة وتحل ذكرى عيد الجهاد الوطنى والذى يوافق 13 نوفمبر، وهذا العيد كان بمثابة عيد قومى مصرى، ظل الاحتفال به سنويًا حتى قامت ثورة 23 يوليو 1952، وهو يرمز إلى بداية مرحلة جديدة فى تاريخ المصريين من أجل البحث عن الحرية والاستقلال.

والمعروف أن قصة عيد الجهاد ترجع إلى عام 1918 عندما ذهب الزعيم خالد الذكر سعد زغلول - طيب الله ثراه - ورفاقه إلى المعتمد البريطانى وقتذاك السير ونجت مطالبين باستقلال مصر عن المحتل البريطانى ويطلبون الحرية للبلاد.

وكان سعد ورفيقاه على شعراوى وعبدالعزيز فهمى المخلصين فى وطنيتهم يدركون ويعون ما يقولون، فى ظل الأحكام العرفية والمحاكم العسكرية التى كانت تقف بالمرصاد إلى كل من تحدثه نفسه عن مقاومة مطامع الاستعمار. لكن سعدًا ورفاقه كانوا شديدى الإيمان بالله وبأنفسهم وبأمتهم فى الحق فى الحياة والحصول على حرية الشعب المصرى العظيم.

وكان من جراء ذلك أن تم نفى سعد وأصحابه إلى مالطة وسيشل، ولم يؤثر فيهم النفى أبدًا أو يثنيهم عن الاستمرار فى المطالبة باستقلال مصر.

ولذلك تعد هذه الواقعة أول مواجهة مباشرة مع الاحتلال ومن هنا اعتبر هذا اليوم عيداً قومياً للمصريين وأطلق عليه عيد الجهاد الوطنى وظل المصريون يحتفلون به كل عام، لأنه صفحة من صفحات التاريخ الوطنى المصرى، وظل سعد زغلول يحتفل به حتى وافته المنية. وعندما حمل الراية من بعده الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس، ظل الاحتفال بهذا العيد مستمرًا حتى قامت ثورة 23 يوليو، وعندما عاد حزب الوفد إلى الحياة مرة أخرى استمر الزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الدين يحيى الاحتفال بعيد الجهاد وكذلك استمر الحال مع كل رؤساء حزب الوفد الذين خلفوه على العهد باستمرار الاحتفال بهذا العيد الوطنى الذى يمثل أغلى ذكرى فى تاريخ المصريين.

وقالت المصادر التاريخية فى رصد تطورات وأحداث الفترة التى واجه فيها سعد ورفاقه المستعمر البريطانى بالمطالبة بالاستقلال إن الزعماء الثلاثة كانوا حريصين على التحدث عن مستقبل مصر، وتسلسلت الوقائع وأخذت كل خطوة تترتب عليها خطوات أخرى حتى اندلعت نيران ثورة 1919 وعندما اعترض المعتمد البريطانى على حديث الزعماء سعد زعلول وعلى شعراوى وعبدالعزيز فهمى وأنهم لا يمثلون الشعب المصرى، هنا أوحى هذا الاعتراض للوفد بفكرة التوكيلات للزعيم سعد ليتحدث باسم الأمة المصرية، وكانت العرائض التى تم توزيعها فى طول البلاد وعرضها، وأقبل الشعب بكل طوائفه على توقيعها وشاءت الأقدار أن تكون سنة 1919 هى عام الثورة المصرية.

ولا أكون مبالغًا فى القول إذا قلت إن ثورة 1919 لها وجه آخر هو ثورة 30 يونيو 2013 مع اختلاف الأهداف التى قامت من أجلها كل ثورة منهما. فثورة 1919 كانت من أجل مستقبل مصر والمطالبة بالحرية والاستقلال، وثورة 30 يونيو من أجل مستقبل مصر ووقف التوريث فى الحكم، وعزل جماعة الإخوان الإرهابية التى ارتكبت الكثير من الجرائم فى حق المصريين خلال اثنى عشر شهرًا.. وبذلك تكون 30 يونيو امتداداً طبيعياً لمبادئ الوطنية المنبثقة عن ثورة 1919 فى سبيل الحرية والحياة الكريمة للمصريين.

ويبقى التساؤل المهم الذى ناديت به كثيرًا مع كل 13 نوفمبر - موعد عيد الجهاد الوطنى - لماذا لا تتم عودة الاحتفال بهذا العديد القومى الذى يمثل صفحة من صفحات النضال الوطنى للمصريين؟!.. ألا تستحق هذه المناسبة الاحتفال بها مثل أي مناسبة أخرى ولتعريف الأبناء والأحفاد بهذه المناسبة المصرية الوطنية الخالصة؟، وأعتقد أن تنفيذ هذا المطلب ليس صعب التحقيق.