رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

ما حدث فى شرم الشيخ هو إنجاز كبير يضاف إلى رصيد الإنجازات الدولية لمصر.. كل شىء كان مبدعاً.. والرسائل وصلت إلى العالم باقتدار.. مصر أبهرت العالم بما حدث بدءا من التنظيم المبدع الذى يؤكد قدرة المصريين على الإبداع ومروراً بفعاليات القمة التى جرت بسيناريو دقيق.. وانتهاء بالحضور المكثف لقادة العالم على أرض شرم الشيخ.

الرسائل التى بعث بها الرئيس كانت واضحة، وكان هناك رسالة جذبت أنظار العالم أجمع عندما قال أوقفوا الحرب الروسية - الأوكرانية، وأعلن استعداد مصر للقيام بدور فعّال فى وقف هذه الحرب التى تهدد السلام العالمى ولا يعرف أحد متى تتوقف.

وهناك رسائل أخرى قوية أحدثت صدى كبيراً، أولاها التأكيد على أن التغير المناخى أصبح من أخطر قضايا القرن، وأن قمة شرم الشيخ يجب أن تكون قمة التنفيذ، وأن مصر لديها أهداف طموحة جاءت ضمن الاستراتيجية الوطنية لمواجهة تغير المناخ، وأن الإرادة الحقيقية والنية الصادقة تحققان ما نطمح إليه من أهداف، وهذه الرسالة الأخيرة تمثل دعوة لتوحيد الجهود من أجل مواجهة قضية مصيرية مثل قضية المناخ.

كانت مصر حاضرة بقوة فى هذه القمة التاريخية.. وأعتقد أن ما عبر عنه الرئيس القبرصى بقوله أشعر بالفخر لمشاركتى فى قمة المناخ بشرم الشيخ لا يتوقف عنده وحده وإنما هو شعور كل من شارك فى تلك القمة.

ومن القمة إلى المبادرة، وأقصد هنا مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التى افتتحها الرئيس السيسى وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان.. أعتقد أنها كانت قمة أخرى داخل القمة.. فعندما يحضر المبادرة رؤساء وقيادات 20 دولة فهذا إن دل على شىء فإنما يدل على أهمية وقوة تلك المبادرة التى ترعاها المملكة.

وكان الخبر الذى أعلنه ولى العهد السعودى بتبرع المملكة بـ2.5 مليار دولار للمبادرة واستضافة الأمانة العامة فى مقر بالرياض هو الخبر الأبرز الذى تناقلته وكالات الأنباء العالمية.. فالشىء المؤكد أن التمويل دائماً هو الذى يقف عقبة أمام أى مبادرة أو مشروع أو خطة.. وهذا الإعلان كان بمثابة تذليل لكل الصعاب وضمان لنجاح هذا المشروع الضخم.

عندما أعلن ولى العهد السعودى عن المبادرة ومضمونها ورصد تمويل لإنجاحها استحضرت ما قاله الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودى فى المؤتمر العالمى للاستثمار بالرياض، وكان ذلك قبل انعقاد القمة بأيام، حيث أشار فى تصريحات تلفزيونية إلى أن السعودية شريك لمصر فى إنجاح قمة المناخ، وقال أيضاً إن هناك مفاجأة سيتم الإعلان عنها خلال القمة، وما حدث كان يحمل العديد من المفاجآت وليست مفاجأة واحدة.

نجحت القمة.. ونجحت المبادرة.. وأبهرت مصر العالم.. ونجحت المملكة فى لفت أنظار العالم لمبادرة هى الأولى من نوعها فى منطقة الشرق الأوسط.. كلها خطوات على طريق عالم أكثر خضرة وأكثر صحة.. وهذه هى مصر.. وهذه هى المملكة.