رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

ربما كانت حرب اليمن من الحروب التى حيرتنى أنا شخصيا.. وقرأت عنها أكثر من كتاب وأكثر من عمل أدبى أو دراسة سواء كان كتابها من أهل اليسار أو أهل اليمين.. وكان البعض يرى أنها مؤامرة أمريكية لإسقاط جمال عبدالناصر فى مستنقع اليمن وخسارتنا فى آلاف الشباب الضباط والجنود وهم يمثلون أفضل المحاربين!  يحدث هذا قبل هزيمة الخامس من يونيو حزيران ١٩٦٧.. وهى أكبر خدعة واجهت عبدالناصر بل كل الأمة العربية.

نجيب محفوظ كتب قصة (ثلاثة أيام فى اليمن) ضمن مجموعة (تحت المظلة) عام ١٩٦٩ وهى حصاد رحلة قام بها محفوظ إلى موقع الحرب الدائرة فى اليمن فى شتاء عام ١٩٦٧ وقبيل حربنا مع إسرائيل.. وكتب الأدباء مجيد طوبيا وأحمد هاشم الشريف وعبدالله الطوخى وآخرين؛ حرب اليمن ولكن رواية بهاء طاهر (قالت ضحى) ربما تكون أكثرهم نضارة وبراعة فى تجسيد الشخصيات وتحليل أفعالهم والتوغل فى غوامض نفسياتهم والدوران حول الحالة الإنسانية التى شكلت هؤلاء الجنود وعلاقتهم بالوطن الأم وقضايا الحرية.

رواية (قالت ضحى) أشارت أيضًا بصراحة مطلقة إلى علاقة مصر الستينيات - أو مصر عبدالناصر - بالغرب وتفسير الشباب لشعارات ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، وهل كانت مجرد شعارات أم حقيقة انصهر فيها الشعب مع قائده.

بهاء طاهر واجه - ويواجه - أعنف هجوم من الرجعية التى تحولت إلى شوكة فى ظهر حركة التحرر الوطنى، وبموازاة كل هذا أو بالتقاطع معه؛ تنمو حالات شعبية من الاعتقاد بأن لا نجاة من فخ الرجعية إلا بمواصلة الجهد الكبير نحو السعى لتغيير الواقع المعاش ونجحت أعماله فى حشد المثقفين المهمومين بمشروع إعادة تأسيس العقلانية الإصلاحية على أسس تاريخية عربية، ولهذا فهو من القلائل الذين لم تهزمهم أو تهدهم نكسة ١٩٦٧ بل زادته إصرارًا نحو التقدم وليس التراجع.

 

[email protected]