الناصية
فشل بيزنس برامج القنوات التليفزيونية لاكتشاف المواهب من المطربين والممثلين فى تقديم موهبة واحدة تستحق أن يتوقف الجمهور عندها كثيرا.. والشيء الوحيد الذى نجحت فيه هذه البرامج هى مكاسب بملايين الدولارات لأصحاب القنوات الفضائية، وكذلك لجان التحكيم من المطربين والفنانين شبه المعتزلين..!
بينما السوشيال ميديا نجحت فى تقديم عشرات المواهب للجمهور.. ولأنها بالمجان لم يلتفت إليها أحد من القنوات الفضائية ولا حتى من الفنانين.. لأن العائد المادى من وراء اكتشافها وتقديمها للجمهور لا شيء.. ولا أعرف حقيقة السبب وراء إهمال هذه المواهب هل لأن أصواتها أفضل، وموهبتها أكبر بكثير من بعض الفنانين فى لجان التحكيم.. أم أن القنوات الفضائية يهمها المكسب المادى أكثر من الفن؟!
ورغم ذلك فإن الفنان الحقيقى، وصاحب الموهبة الكبيرة، يسعى وراء المواهب، ويحاول أن يقدمها من أجل إثراء الفن، وإسعاد الجمهور، والارتقاء بالذوق العام بفنون تعلو بالناس ولا تهبط بهم.. ولذلك لم يكن غريبًا على الفنان المصرى الأصيل والمبدع هانى شنودة أن يتبنى العديد من المواهب منذ ظهوره، فقد قدم أسماء كثيرة وبديعة لعالم الفن، وكانت له الريادة فى تكوين أول فرقة موسيقية وهى فرقة المصريين، وهو يعتبر أول من قدم محمد منير وعمر دياب ومنى عزيز، وكذلك الكثير من العازفين.. ولذلك لم يكن غريبًا أبدًا عليه أن يتبنى تقديم الحاجة نبيلة التى حظيت بشهرة كبيرة على السوشيال ميديا بسبب أغنيتها الشعبية «البامية شوكتني».!
وبدأت شهرة المطربة الشعبية «الحاجة نبيلة» من مواقع التواصل الاجتماعى عبر فيديوهات قصيرة لأغانيها المستمدة من الفلكلور الشعبى، ثم حققت شهرة واسعة عقب استضافتها فى برنامج «صاحبة السعادة» مع النجمة إسعاد يونس، حيث قدمت أغنيتها الشهيرة بمصاحبة كورال وفرقة موسيقية لأول مرة، ما حظى برواج كبير، وإشادة واسعة بقوة صوتها!
وأعلن أيضاً الفنان هانى شنودة عن استعداده للتعاون مع المطرب المعرف بالمطرب النقاش وهو عامل النقاشة أحمد سالم، وأيضاً الفنانة أصالة استعدت لتقديمه لحفل معها فى الأوبرا خلال فعاليات مهرجان الموسيقى العربية ولكن البيروقراطية حالت دون ذلك..!
والحقيقة أن المواهب فى كل قرى ومدن مصر بالآلاف، ومعظمها يظهر يوميًا على السوشيال ميديا، ولهم جماهير بالملايين، يستمتعون بأغانيهم واستعراضاتهم وبأصواتهم وأدائهم التمثيلي.. مواهب حقيقية يمكن أن يخرج منها عشرات المطربين والممثلين.. بل ومقدمين لبرامج التوك شو.. يحتاجون فقط إلى منتجين فنانين، وليسوا إلى رجال أعمال يتعاملون مع الفنانين مثلما يتعاملون مع الفراخ المجمدة!