رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

انعقاد قمة المناخ العالمية فى شرم الشيخ يتم على أرض أفريقية، وهذا سيعطى القارة السمراء فرصة العمر لتدعو الدول الغنية إلى الوفاء بتعهداتها لمواجهة تغيرات المناخ!

ففى ٢٠١٥ كانت القمة قد انعقدت فى باريس، وكانت قد تعهدت بتقديم ١٠٠ مليار دولار من دول الشمال إلى دول الجنوب بدءًا من ٢٠٢٠، وكانت التعهدات لمواجهة تغيرات الطقس التى أصابت الدول الأفريقية مثلما أصابت غيرها من الدول على ظهر الكوكب!.. وهذا لا ينفى حقيقة تقول أن أفريقيا أقل القارات تسببًا فى الانبعاثات الضارة بالبيئة!

وكان انعقاد القمة فى السنة الماضية على أرض مدينة جلاسجو البريطانية، قد كشف عن أن تعهدات باريس لا تزال تعهدات كما هى!

وعندما وقف الرئيس السيسى على منصة قمة جلاسجو، فإنه جدد المطالبة بتحويل التعهدات من وعود على الورق فى اتفاقية باريس، إلى واقع على الأرض تستفيد منه أفريقيا، التى لا تزال أقل القارات إضرارًا بالبيئة، وأشدها تضررًا بتغيرات المناخ.. فالإحصائيات الدولية تقول إن ما يصدر عن القارة السمراء من انبعاثات ضارة بالبيئة، هو فى حدود ثلاثة فى المائة من مجمل الانبعاثات فى أنحاء العالم، ومع ذلك، فنصيبها من الأضرار أكبر بكثير مما تتسبب فيه من الضرر للبيئة!

وهو نصيب لا وجه للمقارنة بينه وبين نصيب الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، أو نصيب الاتحاد الأوربى، أو نصيب الصين.. فهذه كلها تؤذى البيئة بنسب عالية للغاية، ولكنها لا تساهم بالنصيب العادل فى التكلفة المطلوبة لمواجهة تغيرات المناخ!

ومن قمة جلاسجو فى مثل هذه الأيام من السنة الماضية، إلى قمة شرم هذه الأيام، لم تتوقف مصر عن الاستعداد للقمة الحالية، ولا عن تنبيه الدول التى حضرت فى جلاسجو إلى أن عليها تعهدات، وأنها مدعوة إلى الوفاء بهذه التعهدات!

والقضية الآن هى فى أن تدرك الدول صاحبة تعهدات العام الماضى.. وهى فى الغالب دول صناعية كبرى.. أن وفاءها بتعهداتها يحقق صالحها، بمثل ما يحقق صالح الدول الأفريقية الأشد تضرراً.. فتداعيات تغيرات المناخ لا تفرق بين دولة ودولة، وتأثيراتها الضارة تمتد إلى أنحاء الكوكب دون تمييز بين دولة غنية وأخرى فقيرة!

وسوف نرى فى قمة شرم، ما إذا كانت الدول الصناعية جادة فى المساهمات التى تعهدت بها فى القمم السابقة، أم أنها تقول ما لا تفعله؟!.. سوف نرى وسوف ترى عواصم القارة السمراء!