عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

أكتب هذه السطور، وقلوب كل الزملاء تتضرع إلى الله أن يشفى صديقنا وزميلنا وأستاذنا وعشرة عمرنا سيد عبدالعاطى، الصحفى ورئيس مجلس إدارة الوفد الأسبق. وفى الحقيقة فإنه بقدر ما صدمنى خبر دخول «سيد» شفاه الله وعافاه العناية المركزة، بقدر ما لفت هذا الحدث انتباهى ومن المؤكد انتباه كثيرين إلى كم الحب والمشاعر النبيلة والطيبة التى يكنها الجميع تقريبا بلا استثناء للصديق «سيد». عندما أفقت من جولة وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة التى حملت إليّ الخبر كان تساؤلى الذى ربما لم اقصده: ما هذا الحب كله يا رجل؟ معقول! ورغم أن السؤال يبدو منطقيا إلا انه قد يبدو غير ذلك لمن عرف سيد عبدالعاطى واقترب منه وعامله عن قرب، فقد عشنا مع سيد كزملاء فى بدايات صدور جريدة الوفد وكان يبهرنا بأعماله الصحفية واخلاقه الإنسانية. وبرحيل جيل الآباء المؤسسين للوفد الكبار وعلى رأسهم مصطفى شردى، شاء الله أن يتولى سيد، مع آخرين، الراية من بعدهم ليتربى على يديه جيل الوسط وجيل الشباب، وليكسب سيد بمعاملته ومهنيته قلوبهم قبل عقولهم.

ورغم احالته إلى المعاش منذ سنوات، فقد ظل أحد رموز جريدة الوفد، ولذلك لم يكن عجبا ان يكون نجم الحفل الذى نظمه حزب الوفد لتكريم مجموعة من صحفيي الجريدة على خلفيات متنوعة. سرق سيد بإطلالته الكاميرا ورحنا نلتف حوله جميعا ليتم التقاط صورة رائعة تضم صحفيى الوفد من اجيال مختلفة تجمعوا وهو فى القلب موضعا ومكانة منهم.

ورغم ان هذه قد تكون سطورا شخصية، ليس للقارئ ناقة فيها ولا جمل، إلا اننى من أنصار أن الكاتب أو الصحفى إنسان عادى من شحم ولحم مثله مثل اى إنسان آخر، وأنه اذا كانت صفحات الجريدة -أى جريدة- مفتوحة لمشاكل هذا الإنسان الآخر فربما ليس من التجاوز أن يكون لنا فيها نصيب.. نصيب يحمل جانبا من مكنون افراحنا وأتراحنا التى هى فى النهاية جزء من خبرات الحياة أمام الجميع.

فى الصحافة، وفى صحافة المعارضة بالذات، ينعى كثير من الزملاء على تلك المهنة التى تأكل العمر، ليجد العاملون فيها أنفسهم وقد سرح بهم الزمن وأنهم فجأة شابوا وشاخوا دون أن ينتبهوا أو يجنوا لا شهرة ولا مالا. وربما يكون هذا صحيحا وخاصة مع اتساع قاعدة المنضمين للمهنة وتوسعها. غير ان الجانب غير المرئى من هذه المأساة هو ما يصفه البعض وأصر على الإشارة اليه فى بعض الحالات بالرأسمال الرمزى، والذى ربما يتجاوز بمراحل ما يمكنه ان يحققه المرء من ثروة مادية، وهو نوع من الرأسمال يخص الله به بعض عباده. صحيح أن الثروة تنفع، ولا تجعل المرء، صحفيا أو غير صحفي، يشعر بوطأة مرضه وعدم النوم هو أو اهله طوال الليل بسبب تكلفة العلاج، إلا أنه من المؤكد ان ذلك ليس كل شىء. حالة سيد جعلتنى أشعر أن حب الناس أغلى من أى ثروة أخرى. من بعيد، حيث تقاعدت كما سيد وزملاء آخرون، رحت أتابع حيرة وقلق وتوتر المحبين وصيغ دعائهم التى ربما لم أسمع ببعضها من قبل أن يمنّ الله بالشفاء على عبده «سيد»، ورغم أن الوقوع فريسة المرض وارد وكل شىء وارد، إلا ان حالة عدم التصديق إنما تعكس فى تصورى، حالة الحب الزائد، الذى لا يقبل معه عقل من يحب ان ينال محبوبه شىء من الضرر. أدعو لـ« سيد» ان يعافيه الله ويشفيه وان تعود البسمة والفرحة لكل من شعروا بلحظة قلق وحزن لمرضه. اللهم امين.

[email protected]