رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

تصفية الحسابات بعد الموت.. آفة المثقفين، وهى حقيقة مخجلة ومؤلمة، تصدر عن أنصاف الموهوبين، والكارهين.. وعن الأفاقين ومدعى الثقافة!

والرئيس السادات.. كان مبدعًا فى صياغة العبارات الجديدة، وفى توصيف الأشخاص بدقة، وهى قدرة عجيبة نابعة من تجاربه الحياتية الثرية والتحامه المباشر مع كل الفئات والطبقات، وتنم عن معرفة عميقة بالشخصيات وبطريقة تفكيرها وسلوكياتها واتجاهاتها.. وعندما أطلق لفظ « الأفندية» على بعض المثقفين اليساريين، كان صادقًا وكأنه فلاح يصف المتعلمين القرويين العائدين من البندر، عندما يجلسون عند الترعة ليل نهار يثرثرون ويحللون طبيعة المرحلة.. بينما هو الفلاح البسيط يشقى فى أرضه يزرع ويحصد وينفق على هؤلاء العاطلين الجالسين عند الترعة!

ومنذ أيام غيب الموت واحدًا من أبهى الكتاب المصريين المبدع «بهاء طاهر» (13 يناير 1935 – 27 أكتوبر 2022)، وبدلا من أن نذكر محاسن فقيدنا، وهى كثيرة، وأهمها بالطبع الأعمال الأدبية الثرية، فوجئنا بمن يطعنه بعد رحيله، بكل حقد وغل حسب قول ورأى الرئيس السادات فى الأفندية.. والحقيقة هذا ليس بجديد على فلول اليسار الهاربين إلى التيار الإسلامى.. جميعهم على استعداد قتل الناس بالكلمات أو بالقنابل، وكلهم من معدومى المواهب إلا من موهبة قلة الأدب!

«بهاء طاهر».. أيقونة مصرية، شهدت سنوات من الثورات التى انطفأت واحدة بعد الأخرى.. واستحالت إلى هزائم مريرة ظل يحملها صليبًا على كتفيه طالبًا الغفران لكل جيله لأنه ارتكب فعل الأمل.. ووضع كل أخطائه وأحزانه وانكساراته فى عدة روايات ومجموعات قصصية هى بمثابة كتب عهوده القديمة والجديدة.. وعندما قامت آخر الثورات فى 2011 انتابه الخوف لارتكاب خطيئة جديدة فقام برد جائزة مبارك للآداب التى حصل عليها عام 2009، وقال إنه لا يستطيع أن يحملها وقد أراق نظام مبارك دماء المصريين الشرفاء!

أقرأوا.. « بهاء طاهر» فإن أعماله تحمل روحًا مصرية عذبة ومعذبة، وتأخذ القارئ إلى عوالم بين طبقات التاريخ الإنسانى فى رحلات من البحث والتحرى عن النفس التى أتعبها صراعها فى مواجهة قوى خارقة من المؤامرات والدسائس والخيانات وهو مجرد انسان لا يحلم سوى بلحظة تأمل.. ومصالحة مع الكون!

«بهاء طاهر».. ترك لنا فى تراثنا الفنى الدرامى ثلاثة مسلسلات (بين الجمالية 1996) و(خالتى صفية والدير 1996) وتم تقديمها فى معالجة مسرحية عام 2010، و(واحة الغروب 2017) وتم تقديمها كذلك فى معالجة إذاعية عام 2012.. وخالتى والغروب عن روايتين وهما من أجمل وأعمق ما أبدع « البهاء».. الذى سيظل كبيرًا بأعماله وإبداعاته الملهمة والمتجددة أجيال بعد أجيال.. ويكفيه أن تاريخه الأدبى سيذكره لدى الناس ويبقيه حيًا وعلامة فارقة بين البهاء والغثاء.. أما تطاول هؤلاء الصغار عليه ميتًا.. فلن يذكرهم أحد سوى بغلهم وحقدهم وسلاطة اللسان!

[email protected]