رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

كنا نتحدث فى أعقاب أزمة كورونا عن نظام عالمى جديد.. والآن أصبح هذا النظام واقعاً خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية التى دارت رحاها ولا يستطيع أحد أن يوقفها على الأقل على المدى القريب.

اليوم نتحدث عما بعد النظام العالمى الجديد وملامحه.. أحداثه.. آثاره التى طالت الجميع.. لم تستثنِ أحداً.. الجميع فى الأزمة سواء.. لا فرق بين دولة متقدمة وأخرى نامية.. ولكن السؤال الذى يتبادر إلى الذهن ويشغل بال السياسيين والاقتصاديين فى العالم اليوم.. إلى أين نذهب؟ وما هى ملامح المستقبل؟.. بكل أسف الشواهد لا تبشر بخير وكل التوقعات متشائمة.. هناك اتفاق بين الجميع على أن الأزمة خطيرة، وتداعياتها تثير العديد من المخاوف وأن المستقبل بات مجهولاً.

فى حديث الاقتصاديين لفت انتباهى ما قاله الدكتور محمد العريان الخبير الاقتصادى العالمى منذ أيام.. قال الرجل: أخشى من حدوث ركود مدمر يجتاح العالم. وألقى باللوم على الفيدرالى الأمريكى الذى يدفع الولايات المتحدة إلى حالة من الركود المخيف. وقال العريان فى حديثه لشبكة «سى بى إس» الأمريكية إنه لا يتعين على الفيدرالى التغلب على التضخم فحسب.. بل يتعين عليه استعادة مصداقيته.

حديث الدكتور محمد العريان يثير العديد من المخاوف خاصة أنه دقيق فى انتقاء كلماته، فعندما يتحدث عن ركود مدمر، فهو يعى ما يقول ويدرك خطورة هذه الكلمات.. من هنا كان على السياسيين من قادة وحكومات أن يتحركوا مثل فوات الأوان وأن يستمعوا إلى آراء الخبراء ومناقشاتهم حتى يكون القرار السياسى فى هذه الظروف الصعبة مبنياً على حقائق وأسس علمية.

من هنا تحركت مصر والسعودية معًا فى توقيت واحد وفى نفس الاتجاه.. انعقد فى مصر مؤتمر اقتصادى كبير حقق نجاحًا ملموسًا وأعتقد أن هذا يرجع فى الأساس إلى رغبة القيادة السياسية فى النجاح والخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ.. تحدث الجميع بكل صراحة بداية من الرئيس مروراً بالاقتصاديين ورجال الأعمال نهاية بالأكاديميين والإعلاميين.. وأعتقد أن الحكومة ستأخذ بعين الاعتبار كل ما تم طرحه خلال المناقشات خاصة فيما يتعلق بتوسيع فرصة القطاع الخاص فى الاستثمار والمشاركة.

وفى السعودية انعقد أكبر تجمع اقتصادى عالمى فى الفترة الأخيرة حتى أن أحد المعلقين قال إن هذا التجمع من الصعب أن يتحقق.. فما بالنا أنه تحقق على أرض دولة عربية.

مناقشات مستفيضة وخبراء من مختلف أنحاء العالم تحدثوا عن الواقع الذى نعيشه وأشاروا إلى أن التضخم وصل إلى أعلى مستوى له فى 40 عاماً.. وتحدثوا أيضاً عن أن الأزمة قد تستمر لسنوات وعلى الحكومات والشعوب أن يستعدوا لذلك.

إننى أرى أن ما حدث فى القاهرة والرياض هو أمر إيجابى يجب أن تتبعه مناقشات ودراسات أوسع خاصة أن الأزمة لا تبدو لها نهاية، فعلينا أن نبحث عن إجابة واضحة للسؤال الذى بات يفرض نفسه: العالم إلى أين؟