عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

ستظل المؤسسات الثقافية المصرية داعمة للثقافة العربية.. لا تحاربها ولا تنافسها، فقد كان، ولا يزال قدرها ودورها أن تعمل على إحيائها وإثرائها وتأكيد حضورها لكل أجيال العرب.. ولم تحاول مؤسسة ثقافية مصرية واحدة على مدى تاريخها أن تهبط إلى مستوى التنافس مع أى مؤسسة ثقافية فى أى دولة عربية بدعوى تقليص انتشارها أو الاستحواذ على مساحاتها لدى الجمهور العربى كما فعل ذلك بعض الأصاغر مع الثقافة المصرية لسنوات وأهدروا فرصاً حقيقية لانتشار ثقافة بلادهم بدلاً من محاربة الثقافة المصرية.. دون جدوى!

ومهرجان الموسيقى العربية.. واحد من عشرات الفعاليات والأنشطة الثقافية المصرية التى يظل شغلها الشاغل أن تلم شمل الثقافة العربية الفنية والارتقاء بها، وخصوصا فى مجال الغناء حيث تشهد دار الأوبرا المصرية أجمل ليالٍ من الطرب الأصيل والأنيق والثري.. وذلك دون مقابل، بل وتتحمل وزارة الثقافة المصرية كامل تكاليف هذا المهرجان العريق من  31 سنة دون أن تطلب معونة من هذه الدول أو تلك.. لأن الثقافة فى مصر لا تكيل بالدولار!

وصدقت الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، عندما قالت فى كلمتها فى افتتاح المهرجان على أن الموسيقى جزء أصيل وراسخ فى هويتنا، وأحد أسلحة قوتنا الناعمة، مؤكدة أن مصر ستظل حائط الصد، وحاملة لراية الفنون والإبداع والثقافة.. وأضافت أن مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، ولد كبيرًا على يد إحدى زعيمات الفن المصرى، الراحلة الدكتورة رتيبة الحفنى، ولا يزال على مدار دوراته، يقدم الفن الأصيل والجاد كل عام.

وانطلقت فعاليات مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الـ31، الذى تنظمه دار الأوبرا المصرية، برئاسة الدكتور مجدى صابر، على مسرح النافورة، بحضور الفنانة جيهان مرسى مديرة المهرجان، وتستمر فعالياته 15 ليلة على مسارح دار الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور، ويشهد 39 حفلاً يحييها 99 فنانًا من مختلف الدول العربية.. وتأكيداً على رونقه الذى لا ينطفئ احتفى المهرجان هذا العام بمئوية الموسيقار على إسماعيل وأحيته الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو الدكتور أحمد عاطف وبمشاركة عدد من فنانى الأوبرا وتابلوهات استعراضية لفرقة باليه أوبرا القاهرة تصميم أرمينيا كامل.

ولا تقتصر فعاليات المهرجان على الحفلات الغنائية، فهناك جانب أكاديمى يتمثل فى المؤتمر العلمى الذى يناقش موضوعات مثل المسرح الغنائى فى مسيرة الموسيقى العربية من خلال 7 محاور، بالإضافة إلى المسابقة الفنية التى تحمل اسم الدكتورة رتيبة الحفنى فى الغناء للشباب والأطفال وذوى القدرات الخاصة والتميز للهواة فى العزف المنفرد على جميع الآلات الموسيقية، إلى جانب معرض لفنون الخط العربى للفنان المكرم محمد يوسف عبداللطيف المغربى بقاعة صلاح طاهر!

ومهرجان الموسيقى العربية له أكثر من معنى، وهو أكثر من مجرد حفلات للغناء.. ولكنه قيمة حضارية مصرية.. ولذلك أتعجب من هؤلاء السفهاء الذين ظلوا سنوات يحاربون الثقافة المصرية وهم لا يدركون أنهم يحاربون ثقافتهم!

[email protected]