حان وقت الغناء

الأغانى الوطنية تكون مؤثرة وتشنف الأذن أكثر عندما نستمع إليها فى مناسبتها، مثل فاكهة الموسم شتاء أو صيفًا، مثلاً تلهب أغنية سيناء رجعت كاملة لينا مشاعرنا أكثر فى الاحتفالات بعيد تحرير سيناء، ونشعر بالفخر فى احتفالات نصر أكتوبر مع أغانى النجمة مالت على القمر، وصبرنا وعبرنا وبسم الله ونحب أغنية ست الحبايب فى عيد الأم، البعض يردد كلمات الأغنية مع المطربة العظيمة فايزة وهو سعيد وفرحان بعيد ست الحبايب، والبعض يردد الأغنية أيضًا وهو يبكى على فراق ست الحبايب، البعض طلب عدم إذاعتها لأنها تتسبب فى حزن شديد للأطفال الذين فقدوا أمهاتهم، وآخرون يرون أن بكاء الأطفال اليتامى عند سماعهم أغنية ست الحبايب ليس كثيرًا على الأم أن يبكوها مرة كل عام، فهو احتفال بفضلها عليهم، أغنية تسلم الأيادى، تسلم يا جيش بلادى، أغنية الموسم وكل موسم وكل ساعة وكل ثانية، لأنها تحية لجنودنا البواسل على ما قدموه وما هو منتظر منهم، هذه الأغنية أعتقد أن المصريين يحفظونها ويرددونها ويتمايلون معها عندما يسمعونها، وأرى ضرورة إذاعتها كثيرًا، أنا شخصيًا جعلتها نغمة على هاتفى المحمول، وكم أثارت هذه الأغنية غضب جماعة الإخوان الإرهابية واستفزتهم وكانت سببًا فى ممارستهم العنف مع المصريين، لأنهم لا يطيقون الجيش المصرى ولا يطيقون أن يروا أحدًا يحتفل به، ويشيد بشجاعته.

أقول قولى هذا بمناسبة القرار الذى أصدرته الإذاعية هند لطفى رئيس شبكة الشرق الأوسط بمنع إذاعة أغنية يا مصريين للمطربة أمال ماهر على شبكة الشرق الأوسط، وعلق الزميل أمجد مصباح نائب رئيس قسم الفن بالوفد على قرار منع إذاعة الأغنية وقال إن قرار منع إذاعة الأغنية تم تعليقه على باب ستوديو الهواء، وتساءل «أمجد» هل تنفذ هند لطفى عن قصد أو عن غير قصد قرار وزير الإعلام الإخوانى صلاح عبدالمقصود المحكوم عليه بالاعدام بعدم إذاعة أغنية آمال ماهر يا مصريين اثناء وجود الإخوان فى السلطة؟ وقال إن أسباب المنع مازالت غير معلومة، وكنت أتمنى على الزميل «أمجد» استكمال هذا الخبر الذى انفرد به لـ«الوفد» ونشره مع صورة قرار منع الأغنية الموقع من هند لطفى رئيس شبكة الشرق الأوسط منها شخصيًا، ويسألها عن سبب المنع حتى يصير خبرًا مستوفيًا لكل جوانبه.

أنا لست ناقدًا فنيًا ولا موسيقيًا ولكننى مستمع جيد للأغانى وخاصة التى توقظ المشاعر الوطنية مثل مصر عادت شمسك الذهب، وأغنية ما تقولش ايه اديتنا مصر، وهذه الأغنية  أعتقد أن الحكومة بتحبها أكثر من الشعب الذى لا يكف عن مطالبتها بالعلاوة وزيادة المرتبات، فتبقى الحكومة سعيدة عندما ترد الأغنية عليهم: قول هندى إيه لمصر، فعلاً لمصر كل عمرنا، لكن تبص على أحوالنا شوية مفيش مانع، الدنيا أخد وعطا. وكمان أغنية الناجح يرفع إيده بصوت حليم أثناء إعلان نتيجة الثانوية العامة طبعًا قبل أيام الغش الالكترونى.

رأيى الشخص فى أغنية يا مصريين للمطربة الجميلة ذات الصوت العذب أمال ماهر أرى أنها كانت تخاطب المصريين خلال عام حكم الإخوان لمصر لأن يهبوا لتحرير الوطن من قبضة هؤلاء الغزاة الإرهابيين الذين سطوا على السلطة وأهانوا الوطن وهددوا الشعب، فجاءت كلمات الأغنية مصر شالت فوق طاقتها يرضى مين فين شبابها وفين ولادها المخلصين، يا مصريين ايه جرى لنا إيه.. إمتى هانفوق كلنا من اللى احنا فيه، بلدنا بتضيع مننا نستنى ايه.. ايه فى حياتنا أهم منها نخاف عليه مصر شالت هم أقوى من الزمان.. والحقوها قبل ما يفوت الأوان. هذه الكلمات الجميلة التى تغنت بها آمال ماهر كانت تخاطب فيها المصريين لإنقاذ الوطن من الضياع فى عهد الإخوان، كانت تقول لهم امتى ها تفوقوا، الحقوا مصر قبل ما يحولها الإخوان إلى إمارة إسلامية، بلدنا بيضيع يا شباب مصر على يد حاكم إرهابى فاشى جاسوس الحقوها، ولذلك تسببت هذه الكلمات المعبرة فى غضب الإخوان، لأنها كانت تحمل دعوة إلى الثورة ضد حكم الإخوان الإرهابى، كلمات الأغنية كانت تدعو الشباب إلى ثورة 30 يونية لنجدة مصر، ولهذا السبب أصدر صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام الإرهابى قرارًا بمنع إذاعتها، إذن هذه الأغنية كانت مرتبطة بمناسبة انتهت، فكيف تغنيها فى الوقت الحالى آمال ماهر وتطالب المصريين بالثورة وتقول لهم الحقوا مصر قبل ما يفوت الآوان، بلدنا بتضيع مننا، بلدنا لم تضع مننا، احنا استردناها من الإرهابيين، وعادت إلى احضاننا وعدنا إليها من الممكن تبحث آمال ماهر عن أغنية جديدة تدعو فيها الشباب إلى حب مصر أكثر والالتفاف حول القيادة السياسية ونبذ الإرهاب، والابلاغ عن الإرهابيين، والوقوف خلف جيشهم، والتقدم لأداء واجب الخدمة العسكرية، لكن أغنية يا مصريين خلاص نجحت وساهمت فى دعوة المصريين لثورة 30 يونية، أرى أن الإذاعية هند لطفى معها حق فى عدم إذاعتها حاليًا، ولكن كان من الممكن أن يتم ذلك بقرار داخلى دون أن يعلق فى اللوحة وكأنها فى خصومة شخصية مع آمال ماهر حفاظًا على أحاسيس ووطنية المطربة الشابة المتألقة أمال ماهر، وننتظر أغانى وطنية وعاطفية جديدة لمصر المنتصرة، لشباب مصر العظيم، لقناة السويس، للجيش البطل، للإنجازات التى بدأت تتحقق على أرض الواقع، للمستقبل المشرف، للآمال العريضة فى وطن آمن مستقر يبنى ولا يهدم يجمع ولا يفرق، يحشد المصريين للعمل والتكاتف من أجل حياة أكثر استقرارًا وبهجة.