رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هوامش

الرمال السوداء بارقة أمل جديدة فى ظل عصر يموج بالتحديات، كنز تبوح به السواحل المصرية، ظل مدفوناً لسنوات طويلة حتى أخرجته الإرادة السياسية ليصبح شريانًا جديدًا من شرايين التنمية المستدامة التى تدعم الاقتصاد المصرى.

بدعوة كريمة من الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى شرفت بالأمس بحضور افتتاح مجمع مصانع تركيز وفصل المعادن من الرمال السوداء بكفر الشيخ التابع للشركة المصرية للرمال السوداء والذى شرفه بالحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى.

ربما لا يعرف كثيرون حكاية الرمال السوداء ولا أهميتها، وربما يعتقد كثيرون أنه اكتشاف جديد فى أرض مصر، ولكن الحقيقة أنها موجودة منذ سنوات طويلة وأجريت عليها الأبحاث ولكن لم يخرج المشروع للنور إلا فى عهد الرئيس السيسى وبفضل إرادته الحديدية.

الحكاية أن الرمال السوداء اكتشفت فى مصر منذ أكثر من ٨٠ عامًا ولم تستغل بالشكل المطلوب، وعادت القضية للظهور فى التسعينيات وتم إجراء بحوث ودراسات ولكن الشركات الأجنبية التى تولت الأبحاث أكدت أن الكميات الموجودة قليلة وستنتهى فى غضون عام إذا تم استخراجها، وعاد المشروع إلى محبسه بأدراج المسئولين.

وفى عام ٢٠١٤ أُعيد الحديث حول الموضوع وأمر الرئيس السيسى بدراسة الأمر جيدًا من كافة النواحى، وتمت الاستعانة بشركة أسترالية أجرت دراسات وأبحاثًا وخرجت النتائج إيجابية تبعث على التفاؤل، ودعم نظرة الأمل طائرة استكشافية تابعة لهيئة المواد النووية كشفت عن أن مصر تمتلك أكبر احتياطى فى العالم من الرمال السوداء يصل إلى ٥ مليارات طن على سواحل البحرين الأبيض والأحمر.

ولم يكن هناك مفر من إسناد المشروع إلى جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة ليخرج المشروع إلى النور.

وها هو الرئيس يفتتح مصنعين جديدين ويدشن الكراكة «تحيا مصر» الأحدث فى العالم لخدمة الإنتاج واستخلاص المعادن، وطلب الرئيس من المسئولين عن المشروع عرض كافة النتائج على رجال الأعمال والمستثمرين ليستفيدوا من المشروع حتى يتوسع ويزيد الإنتاج ليكفى الاحتياجات المحلية والعالمية.

وتمثل الرمال السوداء ثروة هائلة، حيث تحتوى على الكثير من المعادن المهمة التى تدخل فى عشرات الصناعات منها المفاعلات النووية وصناعة الطائرات والعربات والذهب والفضة والحديد والصلب.

ومصر واحدة من أهم الدول التى تتوافر بها الرمال السوداء، وكشف آخر مسح جوى قامت به هيئة المواد النووية المصرية عن امتلاك مصر لما يقرب من 11 موقعًا على السواحل الشمالية تنتشر بها الرمال السوداء بتركيزات مرتفعة، بدءًا من رشيد حتى العريش بطول ساحل 400 كيلو متر.

إن ما شاهدناه بالأمس إنجاز كبير يضاف للمشروعات القومية الضخمة التى تشهدها مصر، وأعتقد أن هذا المشروع سيصبح من أهم المشروعات التى ستقود قاطرة التنمية خلال السنوات القادمة.

عاشت الإرادة السياسية التى تحقق المستحيل.. وتحيا مصر.