عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رسالة حب

 

 

لم تكن معركة أكتوبر مجرد معركة حربية انتصرنا فيها على عدو غاصب مجرم.. ولكنها كانت معركة العزة والكرامة.. معركة المجد التليد. معركة الثأر لروح الشهداء.. معركة الوجود.. إما أن نكون أو لا نكون.. وبفضل الله أذهلنا العالم أجمع.. رفعنا رءوسنا..وكتبنا التاريخ.. تاريخ أمة ووطن.

لا أحد يستطيع أن يحبس دموعه وهو يستمع إلى خطاب بطل المعركة الرئيس القائد الشجاع محمد أنور السادات أمام مجلس الشعب وهو يعلن استعادة الأمة شرفها.. لخص الرئيس المعركة فى ثلاث جمل حيث قال: فقد العدو المتغطرس توازنه فى 6 ساعات، واستعادت الأمة الجريحة شرفها، وتغيرت الخريطة السياسية للشرق الأوسط.

نعم اقتحمنا خط بارليف فى 6 ساعات وأقام أبطالنا الجسور على الضفة الشرقية من القناة.. وسطر الجندى المصرى وقياداته العسكرية تاريخيًا جديدًا كتبوه بأحرف من نور.. وكما قال الرئيس السادات تغيرت الخريطة السياسية للشرق الأوسط واستعادت مصر مكانتها السياسية والعسكرية.

توقفت كثيرا أمام العبارة التى قالها الرئيس استعادت الأمة الجريحة شرفها.. نعم لم تكن كرامة شعب ولا كرامة وطن.. ولكنها كانت كرامة أمة جريحة.. وهذا يؤكد أنها كانت معركتنا جميعا نحن العرب.. فالدماء المصرية امتزجت بالدماء السورية ومن الخلف وقف ملك السعودية العظيم الملك فيصل رحمه الله فقد كشفت الوثائق البريطانية التى نشرتها الـ BBC مؤخرًا عن حدوث زلزال لدى صانع القرار الأمريكى والبريطانى بعد قرار الملك فيصل ومنظمة «أوبك» بحظر النفط. وقالت الوثائق إن قيادة الدولتين كانت تنظر إلى الأمر على أنه مجرد تهديدات جوفاء.

وانضم إلى السعودية الأشقاء العرب فى العراق والجزائر والكويت وقطر والإمارات وحدث ما أطلق عليه الغرب صدمة النفط الأولى التى استمرت طويلًا ولم تنته إلا بعد أسابيع من تقدم محادثات فض الاشتباك بين مصر وإسرائيل.

نعم كانت معركة أمة استردت فيها شرفها.. ومنذ ذلك اليوم ونحن نحتفل جميعا بذكرى النصر العظيم.. احتفالات النصر لم تقتصر على القاهرة وحدها.. ولكنها احتفالات فى كل العواصم العربية.. وأسعدنى ما نشرته السفارة السعودية بالقاهرة على موقعها فى تويتر فى ذكرى النصر.. فقد أعادت نشر اللحظة التاريخ التى جمعت بين الرئيس أنور السادات والملك فيصل وهما فى زيارة إلى خط بارليف بعد تحطيمه.

لقد رحل الرئيس السادات وترك لنا ميراثا عظيما نفخر به جيلا بعد جيل.. وستظل عباراته الخالدة التى أعادت بوابة «الوفد» إذاعتها فى ذكرى النصر ستظل محفورة فى أعماقنا.. قال الرئيس البطل: عاهدت الله وعاهدتكم على أن جيلنا لن يسلم أعلامه إلى جيل يأتى بعده منكسة أو ذليلة وإنما سوف نسلم أعلامنا مرتفعة هاماتها عزيزة سواريها وقد تكون مخضبة بالدماء ولكننا ظللنا نحتفظ برءوسنا عالية فى السماء وقت أن كانت جباهنا تنزف الدم والألم والمرارة.

أرقد أيها البطل العظيم فى سلام.. ستظل كلماتك محفورة فى الذاكرة جيلا بعد جيل.. بعد أن سجلت اسمك فى التاريخ بأحرف من نور.