عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

لما نجلس على الكنبة باللب والفشار لمشاهدة فيلم خيالي من أفلام هوليوود.. نظل طوال الوقت مشدوهين لكل مشهد بالفيلم وفى حالة انبهار و«إزبهلال».. ولا نعرف لماذا؟.. هل هو التمثيل ولا الديكور ولا الإخراج ولا التصوير؟.. الحقيقة ليس كل ذلك.. ولكنه الخيال فقط ولا غير!

 قال العالم العبقرى ألبرت أينشتاين أنا فنان كفاية لأرسم بحرية فى مخيلتى والخيالُ أكثر أهمية من المعرفة، لأن المعرفة محدودة بينما الخيال يطوق العالم.. ورأى الملاكم العظيم محمد على كلاى أن الذى لا يوجد لديه الخيال ليس له أجنحة.. فالقدرة على الخيال أمر ليس سهلًا كما يتصور البعض.. فإنه يحتاج تربية من الصغر داخل المنزل والمدرسة وحتى الشارع لإطلاق العنان لخيالك بحرية بدون مخاوف أو رقابة داخلية من أية محاذير أو ممنوعات!

ولأن حرية الخيال مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحرية التفكير وكذلك بحرية التعبير.. وبالتالى بحرية الإبداع الذى يتجسد فى أبهى صوره فى العلوم والفنون.. والكثير من العلم والاختراعات العلمية كانت مجرد خيالات وفرضيات فى عقول العلماء.. وكثير من أفلام الخيال العلمى والقصصى ليست أكثر من أحلام متخيلة فى عقول الفنانين.. ولذلك الخيال يساوى العلم والفن.. وأشهر الأفلام من صنع الخيال، وأعظم السيمفونيات الموسيقية من صنع الخيال، وأفضل المعلقات الشعرية، وأقدم قصص الأساطير.. والأجهزة والتقنيات الجديدة والتكنولوجيا كلها من صنع الخيال!

والخيال اقتصاد.. وكثيرًا ما نخسر من وراء عجزنا عن التخيل.. فنحن نظل ننتج أفلامًا بنفس التيمات والقصص المعروفة والمكررة.. نفس معالجات السيناريست والمخرج، ونفس أداء الممثل.. بصورة مملة.. وما يحدث فى السينما لا يختلف عما يحدث فى الصناعة.. نظل نصنع الكستور المقلم عشرات السنين، وعلبة العصير هى هى.. وعلبة الصلصة والمربى نفسها لا تتغير دهراً من الزمن.. حتى إننا فشلنا حتى الآن فى تسويق أندر وأعجب آثار العالم على أرضنا لأننا ببساطة نفتقد للخيال فى تسويقها.. وأفضل شىء ممكن أن نفعله الموافقة على إقامة احتفالية دار الأزياء الإيطالية ستيفانو ريتشى باليوبيل الذهبى بساحة أمنحتب الثالث الكبرى بمعبد الأقصر.. دون أن يدرى عنها أحد ونفشل فى تسويقها!

 إن تنمية الخيال.. يحتاج سنوات، ويحتاج تعليماً، وأن يكون التخيل عادة يومية نمارسها لتنمية الأفكار والتصورات عن طريق تنمية وتطوير حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. كل ذلك ينبع من الخيال الحر المتحرر من كل القيود التى يمكن أن تضع له حدوداً.. ولذلك يحتاج الخيال إلى تهيئة التشريعات التى تحد من حرية التفكير والتعبير، ويحتاج أن يكون عادة نمارسها كل يوم!

  إن لدىّ خيالاً مجنوناً وجامحاً طوال حياتى، والخيال العلمى هو المنفذ الأعظم بالنسبة لى.. هكذا قال المخرج والمنتج السينمائى الأمريكى البارز ستيفن سبيلبرغ، وهو صادق فيما يقول فهو الذى صنع تحفته السينمائية (ET) وهو فيلم خيال علمى، من إنتاج وإخراج سبيلبرغ عام 1982. عن مخلوق فضائى ضل طريقه إلى كوكب الأرض، فيحاول الطفل إليوت مساعدته للعودة إلى كوكبه، وحقق الفيلم نجاحًا وشعبية كبيرة جداً، حيث تجاوز فى إيراداته فيلم حرب النجوم وبقى أعلى الأفلام فى الإيرادات لمدة عشر سنوات، والنقاد اعتبروا الفيلم قصة صداقة خالدة، ومصنف كأفضل فيلم خيال علمى.. وكله إنتاج الخيال، الذى يبدو أننا أبعد ما نكون عنه.. لأننا ببساطة لدينا فقر فى الخيال!

[email protected]