رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع  أحمد عادل كمال الذى انضم إلى التشكيل الخاص لجماعة الإخوان الارهابية، وكيف كانوا يتلقون التدريبات على أنواع مختلفة من المسدسات والقنابل والمتفجرات والرحلات التدريبية، والتى كان بعضها فى جبل المقطم يقول عنها إننا أطلقنا فيها النار من أنواع مختلفة من المسدسات وكان بعضها فى قرية عين غصين بمنطقة قناة السويس، والتى كانت قرية إخوانية بحتة، دخلناها ومؤذن الجمعة يرسل تكبيراته من فوق مسجدنا فما صادفنا فى طرقاتها سوى الأوز والدجاج وبعض الأطفال، أما أهلها فكانوا جميعا بالمسجد، هذه القرية كانت تقع وسط معسكرات جيش الاحتلال الإنجليزى، وكان هذا الجيش دائب التدريبات، فلم يكن سماع أصوات الطلقات النارية باختلاف أنواعها أو فرقعة القنابل اليدوية والمتفجرات بالأمر الشاذ أو الغريب فى تلك المنطقة، أطلقنا النار من مسدسات ومن البنادق ومن الرشاش الصغير «التومى جن» وفجرنا أنواعا من القنابل اليدوية شديدة الانفجار والحارقة، وكان يسمع هذه الأصوات يعزوها بحكم العادة إلى معسكرات الجيش الإنجليزى، وأعتقد أن معسكرات الجيش الإنجليزى أيضا كانت تعتقد هذا فما كان أكثرها.

كان نزولنا عين عصين ضيوفا على رئيس الإخوان بها الشيخ حسن الأحمر رحمه الله، فى خلال هذه الفترة التى قضيناها مع أحمد حجازى، لاحظنا بعض الملاحظات كانت محل نقد، فقد كنا فى كل اجتماع على موعد الاجتماع التالى الذى كان يأتى فى بعض الإحيان بعد عشرة أيام أو أسبوعين، فطالبنا بأن تكون الاجتماعات أسبوعية ثابتة الموعد، ولاحظت أن أحمد حجازى مزدحم بالمواعيد فقد كان عبء مجموعات القاهرة كلها عليه وحده، كان مديرا لمنطقة القاهرة فى النظام الخاص، ولذلك لم يكن يسعه إلا أن يعطى هذه المواعيد المتباعدة، فاقترحنا أن تقسم القاهرة إلى مناطق، وأن توزع المسئوليات على أكثر من مسئول، لقد بدأنا فخورين بالدراسات التى ذكرت، ثم لم ألبث أن غيرت نظرتى إليها، فطالبت بأن تكون أكثر وأكبر وأدسم من هذا، كانت مجموعتنا ثلاثة فقط على خلاف العدد المفروض للمجموعة وهو الخمسة، ولقد كانت جميع هذه الملاحظات محل اعتبار ونظر.

فى الفترة التى قضيناها مع أحمد حجازى أجرى علينا الكشف الطبى. طلب إلينا حجازى أن نتوجه إلى دار المركز العام الساعة الثالثة بعد الظهر، وهو وقت لا يتواجد فيه أحد بالدار، وأن نطلب مفتاح غرفة المكتبة من موظف التليفون بالدار، وقبل الموعد كنا أمام غرفة التليفون فلما حان الموعد ولم ننصرف قال لنا «هل تنتظرون أحدا؟»، قلت «نعم نحن على موعد هنا». قال «أنتم الذين تواعدتم على أخذ المفتاح؟»، قلت «نعم». فأخرجه لنا وقال «اصعدوا وافتحوا المكتبة وادخلوا ثم أغلقوا الباب وراءكم من الداخل». فعلنا كما قال، وبعد قليل سمعنا طرقا خفيفا على الباب ففتحنا، ودخل رجل لم نكن نعرفه بيده حقيبة من حقائب الأطباء، وأعدنا غلق الباب بالمفتاح. قال لنا الوافد «أنا الدكتور أحمد الملط»، قلنا «أهلا وسهلا»، وأجرى علينا كشفا دقيقا وعاما واحدا واحدا... على النظر والأعصاب والقلب والضغط والصدر والمعدة... الخ، وأخذ عينات من البول، وسجل الدكتور كل النتائج التى حصل عليها فى استمارة مطبوعة خاصة بذلك مع مقاس الصدر والطول، ثم شهد لنا باللياقة الطبية.

فى الفترة التى قضيناها مع أحمد حجازى أيضا أدينا البيعة الواجبة على إخوان النظام الخاص، فحدد لنا أحمد موعدا لقيناه فيه بمسجد قيسون بالحلمية الجديدة فى صلاة العشاء، وبعد الصلاة انصرف أحمد ونحن نتبعه عن كثب فى خطوات سريعة، وظل يسير فى الطرقات الملتوية بالحلمية والصليبة حتى طرق بابا ضخما من الخشب لمنزل كبير قديم قُرِضت قوائمه فهو أشبه بالطبلية على الأرض، وللحديث بقية. 

[email protected]