عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شوفها صح

لم يتعجبون كلما ذكرت أن أمي لم تتزوج.. ولم يشق بطنها لأخرج للدنيا.. لم يحملني رحمها.. فيم طارت بي روحها النقية الطيبة.. أمي.. لم تلدني.. ولم يكن لها أن تفعل يكفيني ما أرضعتني من شهد حياة كانت لها فأضحت لي.

ليس بيني وبينها حتي صلة قرابة لكن ملامح وجهي من نسيج «حيائها».. ومن ابتسامة وجنتيها.. فرحة عمري التي بخلت علىّ به.. من أنجبتني فألقتني علي قارعة الطريق.. كنت في حياتها «غلطة عمرها» فمحتها وانكرتني.. بعد أن لفظتني.

اليوم أهدي حبيبتي أمي في «الدار» وردة زرعتها بنفسي في الحديقة الأمامية التي طالما ضحكنا في أرجائها سوياً.. ولعبنا ككل الأطفال وكل الأمهات..

كانت هذه هي كلمات كتبها لي «محمد» صديقي من إحدي دور رعاية الأطفال اليتامي المعاقين.. عندما طلبت منه أن يكتب رسالة إلي أمه التي لم يرها تحية منه في عيد الأم.. وفوجئت بالرسالة موجهة إلي «ماما حبيبة» كما يناديها.

«محمد» عمره 18 عاماً.. استطاع بفضل «أمه التي لم تلده» أن يحصل علي الثانوية العامة بتفوق ويلتحق بكلية الآداب رغم إصابته بتشوهات في العمود الفقري ألزمته كرسياً متحركاً فلم يجرب حتي حداثة خطوات الأطفال علي الأرض.

قد لا تشعر مع محمد بما تشعر به مع أي طفل - أقصد شاباً - في مثل حالته فثقته في نفسه تجبرك علي إيقاف ما قد يتسرب إليك من إحساس بالشفقة أو الحزن علي حاله.

فأمه في الدار زرعت فيه قوة ساحرة وعزماً جديراً بالاحترام.. «محمد» قال لي إن أمه «حبيبة» أحب الناس إليه هي كل دنياه.. تفرغت لتربيته وأطفال كثيرين في مثل حالته ورفضت أن تتزوج وتأتي كمشرفة صباحية.. بل فضلت أن تقيم معهم ليشعروا بنفس إحساس الأسرة الحقيقية.. وأنهي رسالته قائلاً: أحبك يا أمي «التي لم تلدني» وأهدي إليك وردة وياسمينة وكل الكلام الحلو اللي علمتهولي يا ست الحبايب.. عمري كله لن يوفيك حقك.. الله وهبني الحياة وأنت أحلي ما في الحياة.