رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 

 

 

لم تحظ الدبلوماسية الثقافية باهتمام كافٍ فى بلادنا ومنطقتنا العربية خلال السنوات الماضية خاصة السنوات التى سبقت الأحداث التى أطلقوا عليها الربيع العربى.. ولم يكن ذلك من جانب الحكومات والنخبة والمثقفين فقط.. ولكن أيضاً من جانب الشعوب نفسها.

وعلى العكس تماماً كان الأمر فى الدول الغربية وغيرها من الدول الكبرى.. فقد عرفوا قيمة هذه الدبلوماسية واعتمدوا عليها فى خططهم وسياساتهم الخارجية وتركونا نحن غارقين فى الدبلوماسية التقليدية.

أيقن الغرب أن الدبلوماسية الثقافية التى تعتمد على القوة الناعمة يمكن أن يؤدى دوراً محورياً فى الحفاظ على الأمن القومى وتستطيع الدول من خلالها الحصول على ما تريد دون إكراه.

أدرك الغرب ومعه الولايات المتحدة أن الدبلوماسية الثقافية هى سلاح صامت يساهم فى السيطرة على الدول باستخدام أساليب هادئة.

وفى اعتقادى أن الدبلوماسية الثقافية كانت الوسيلة التى استخدمتها الولايات المتحدة فى تنفيذ سياساتها الجديدة فى المنطقة وهى السياسة التى أعلنت عنها كونداليزا رايس والتى أطلقت عليها بكل وضوح الشرق الأوسط الجديد، والفوضى الخلاقة.

من أجل هذا أتابع بشغف أى حديث يدور عن الدبلوماسية الثقافية التى غاب اهتمامنا بها كثيراً.

ومن هنا كان حديث تركى الفيصل رئيس المخابرات السعودية الأسبق وسفيرها فى الولايات المتحدة ولندن حول الدبلوماسية الثقافية أمراً هاماً لسببين، الأول يتعلق بأهمية الموضوع والثانى يتعلق بالشخص نفسه، فهو أحد صناع السياسة فى المنطقة سنوات طويلة فضلاً عن كونه نجل الملك فيصل رحمه الله.

لخص الرجل الأزمة التى نعيشها حالياً بقوله: إن السلام العالمى لن يتحقق إلا بتحقق القيم الإنسانية الراسخة فى الثقافات المختلفة وهى قيم التسامح والوسطية والاعتدال والعدالة وحقوق الإنسان.. وإن التواصل الحضارى والثقافى واللغوى والدين يعد أساس التفاهم مع الآخر، وبعث برسالة للآخرين مفادها أننا أبناء حضارة واحدة تجمعنا قيم إنسانية واحدة، وهذه الحضارة هى الحضارة الإنسانية.

وفى رأيى أن أهم ما قاله الفيصل فى حديثه عن الدبلوماسية الثقافية بجامعة الإمام محمد بن سعود هو تحذيره من خطورة فرض أجندات سياسية تخدم مصالح قوى لا تريد لنا إلا البقاء حتى تلك الصورة، وأن تلك القوى لا يخلو تاريخها من بعض الظواهر التى ينتقدنا بسببها.. إلى هنا انتهى حديث الفيصل.

لقد حان الوقت لأن تهتم دول المنطقة بالدبلوماسية الثقافية وكفى ما ضاع بسبب الغفلة عنها.. حان الوقت لاستخدام القوة الناعمة فى الحفاظ على مصالحنا وأمن أوطاننا والتصدى للحملات المغرضة التى تحاول النيل من بلادنا.