عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

منذ أيام شاهدت الفيلم الأمريكى «أعظم بيرة على الإطلاق» The Greatest Beer Run Ever (2022) عن حرب فيتنام.. وربما يكون على الأقل الفيلم رقم 70 من سلسلة الأفلام الأمريكية عن هذه الحرب.. حسب إحصاء موقع ويكيبيديا.. تصوروا حتى الآن ما زالت استوديوهات هوليوود تصنع أفلامًا عن هذه الحرب بعد مرور أكثر من 67 عاماً عليها؟!

.. بينما حرب 6 أكتوبر التى بدأت بعد شهرين من انسحاب القوات الأمريكية المهزومة من فيتنام، وحققنا فيها نصرًا عظيمًا لم تنتج استوديوهاتنا أكثر من 20 فيلمًا بما فيها أفلام الجاسوسية التى عاصرت مرحلة الإعداد للحرب.. وكان فيلم الممر (2019) آخر العنقود من حرب أكتوبر!

والفيلم الأمريكى «أعظم بيرة على الإطلاق» يبدو تافهاً.. وهو عن شاب أمريكى عاطل كان مجندًا سابقًا فى الجيش الأمريكى ويدافع عن حرب بلاده فى فيتنام وسط معارضة آخرين من أبناء الحى.. ويتورط وهو فى البار أنه يستطيع الذهاب إلى فيتنام لتوصيل علب البيرة الأمريكية المفضلة لأصدقائه المجندين، والذين بدأت أخبار موت بعضهم تصل إليهم، وذلك امتنانًا لما يقومون به للدفاع عن بلدهم.. وعندما ينجح فى الوصول إلى ما تبقى منهم يؤكدون له أنهم تورطوا فى حرب لا يعرفون معنى لها ولا مبرر لقتل الأطفال والنساء فى الحقول والبيوت.. ويكتشف بنفسه الهزيمة المريرة، ويرى حقيقة أكاذيب السياسيين فى البيت الأبيض عن الانتصار الوهمى الذى يروجونه للشعب الأمريكي!

واليوم.. يحتفل الشعب المصرى بانتصار حقيقى فى 6 أكتوبر، بعد مرور 49 عامًا على الحرب، ومع ذلك كان، وما زال، الإنتاج السينمائى ضعيفاً، ويبدو مهزومًا أمام هذا الانتصار العظيم فى عبور قناة السويس.. ولولا فيلم «الممر»، وهو من الأفلام الكبيرة عن أكتوبر، لكان آخر أفلامنا عن الحرب فيلم «أيام السادات» (2001) رغم أنه عن قصة حياة الرئيس السادات.. ولكنها قصة لا تنفصل عن نصر أكتوبر!

واعتقدت بعد النجاح الجماهيرى الكبير لفيلم الممر، الذى حقق ثانى أعلى الإيرادات فى موسم عرضه فى عيد الفطر 2019، وهو فى المركز الخامس فى قائمة أعلى الأفلام دخلًا فى السينما المصرية، ويعد الفيلم هو الأعلى إنتاجًا فى السينما المصرية، حيث تخطت ميزانية الفيلم 100 مليون جنيه مصرى، وذلك حسب التقارير الصحفية.. كنت أعتقد أن إنتاج أفلام عن حرب أكتوبر سيزيد عددها فهى مليئة بقصص البطولات الحربية والإنسانية.. ولكن!

ومع أن الكلام لا يتوقف كل عام عن أهمية إنتاج أفلام عن هذا الانتصار والملحمة البطولية العظيمة فى تاريخ البشرية وليست فى التاريخ المصرى فقط.. فإن المتغيرات والتحديات التى تواجهها الدولة المصرية فى الوقت الحالى تؤكد أننا فى حاجة ضرورية وطنية واقتصادية وثقافية، لإبراز قدرات المصريين وبطولاتهم المستحيلة فى هذه الحرب بعيدًا عن حالات الاحباط التى يحاول الكثير من أعداء الدولة المصرية عامة، والشعب المصرى خاصة، تصديرها فى نفوس الشباب!

وقد لا يصدق الكثيرون أن إسرائيل ما زالت تقوم بترويج الأكاذيب لشعبها والعالم عن انتصارها فى الحرب.. ولم تعترف سوى بـ«نجاح» القوات المصرية فى وضع موضع قدم على الضفة الشرقية من القناة.. وإنها تمكنت من صد وإيقاف الهجوم المصرى والسورى.. وهى أكاذيب لا تختلف كثيرًا عن أكاذيب السياسيين الأمريكان على الشعب الأمريكى فى حرب فيتنام التى لم ينتصر فيها حقيقة سوى هذا الشاب العاطل بتوصيل علب البيرة لأصدقائه الجرحى والمهزومين فى فيتنام!

[email protected]