رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هوامش

 

مشهد استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى وفد رجال الأعمال الكويتى، الذى ضم ٤٦ شخصاً من صفوة مجتمع الأعمال الكويتى، أعطى لزيارة وفد الأشقاء طابعاً مختلفاً اتسم بالحميمية، وهو ما دفع رئيس الوفد محمد الصقر، رئيس غرفة التجارة والصناعة الكويتية، للقول إن استقبال السيسى للوفد وحرصه على لقائه أعطى مهمته أبعاداً تتعدى التعاون الاقتصادى دون أن تتجاوزه، وتُعمِّق مجراه وتوسِّع آفاقه، دون أن تنال من واقعيته أو تتجاهل معاييره.

وأصاب الصقر فى موقفه عندما قال إن القطاع الخاص الكويتى، مثله مثل القطاع العام، ينظر إلى الاستثمار فى مصر باعتباره استثماراً فى مستقبل الأمة كلها، وهو لا يطلب أبداً حوافز خاصة أو دعماً استثنائياً، بل كل ما يطلبه هو بيئة استثمارية مشجعة، وقائمة على المعايير الاقتصادية السليمة والبنية الأساسية والمؤسسية الكافية والشفافة والعادلة، وأن يعامل كشريك على قدم المساواة مع شركائه المواطنين فى الجهد والمال والنتائج والمسئولية الاجتماعية.

وذكر الصقر أن الكويت تلاحظ بكثير من الإعجاب والتقدير أن مصر اتخذت خطوات واسعة باتجاه بناء بيئة استثمارية عصرية مشجعة، لافتاً إلى أنه فى قوانين الاستثمار والشركات والإفلاس وفى وثيقة ملكية الدولة شواهد على ما ذكره.

إن اهتمام مصر بهذه الزيارة لا تقل أهمية عن اهتمام الكويت نفسها بالاستثمار فى مصر، وهذا الاهتمام عكسه الإعلام الكويتى حيث بثت نشرات الأخبار خبر لقاء الرئيس السيسى بالوفد الكويتى ضمن الأخبار ذات الأولوية، وتصدر الخبر صفحات أغلب الصحف الكبرى هناك مرفقاً بصورة الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يلتقى الوفد الاقتصادى.

نشاط الرئيس فى يوم لقاء الوفد الكويتى يؤكد أنه لا يدخر جهداً لتهيئة مناخ الاستثمار فى مصر والسعى لجذب مزيد من الاستثمارات، فقد اجتمع أيضاً مع رئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزى، ووجه ببلورة مبادرات جديدة لتحفيز وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر خلال الفترة القادمة، مع الاستمرار فى خطط وجهود البنك المركزى والمنظومة المصرفية لتوفير المستلزمات ذات الأولوية للإنتاج والصناعة، والمتابعة الدقيقة لمنظومة الاستيراد والإجراءات ذات الصلة.

أتوقف هنا قليلاً لأقول إن علينا جميعاً أن نساهم فى الترويج للبيئة الاستثمارية الخصبة بكل ما نملك من أدوات، أقصد الحكومة والإعلام والبرلمان والدبلوماسية وكل مؤسسات المجتمع المدنى والمؤسسات الدينية عن طريق التواصل مع المؤسسات المقابلة فى الكويت الشقيقة، وتبادل الرؤى والخبرات، وقد كنت فى الكويت منذ أيام لمتابعة انتخابات مجلس الأمة الكويتى وأدركت قيمة مصر فى عقول وقلوب الأشقاء فى الكويت، وأستشهد هنا بموقف عبدالرحمن المطيرى، وزير الثقافة والإعلام الكويتى، الذى التقى كل الإعلاميين فى المركز الإعلامى، وطلب لقاء الوفد الإعلامى المصرى الذى كان يضم رؤساء تحرير كبرى الصحف المصرية فى قاعة خاصة.

وفى اللقاء الودى قال المطيرى إنه خلال زيارته الأخيرة للقاهرة لحضور اجتماع وزراء الإعلام العرب، وخلال استقبال الرئيس للوزراء العرب، نقل للرئيس السيسى أنهم فى الكويت يفخرون بشأن الطفرة الاقتصادية الهائلة التى تشهدها الدولة المصرية.

وأكد أن الدولة المصرية حققت طفرة اقتصادية سريعة ونجاحات تعد نموذجاً ناجحاً لنا جميعاً، خاصة أن هذه النجاحات جاءت فى وقت يواجه فيه العالم تحديات شديدة الصعوبة، وهو ما يعطينا فى الكويت حماساً شديداً بأن نحذو حذو التحرك المصرى.

وأشار المطيرى إلى أن العلاقات بين مصر والكويت كبيرة ومميزة فى كل المجالات، وهى علاقات تاريخية ومتجذرة، وتستطيع أن تلمس الوجود المصرى فى نواحٍ كثيرة بالكويت، فى المسرح وفى الجانب الأدبى والثقافى، كما أن الوجود القانونى والقضائى المصرى بالكويت كبير وله دور فاعل ومؤثر، مؤكداً أن الكويت تنظر لمصر دوماً على أنها الشقيقة الكبرى لنا.

ومن هنا علينا جميعاً أن نتحرك لدعم الوطن بتوطيد أواصر الصداقة بين البلدين، فى شتى المجالات خاصة أن لنا بعثة دبلوماسية مصرية رائعة فى الكويت تضم رجالاً يتميزون بالوعى الشديد، ولا يدخرون جهداً فى كل الملفات، ويبذلون الكثير فى سبيل دعم الوطن وعلى رأسهم السفير أسامة شلتوت، صاحب التاريخ المشرف فى العمل الدبلوماسى، وأعتقد أنهم قادرون على فعل كل ما يؤدى لتعزيز التعاون بين مصر والكويت.

وأقترح الآن أن نبدأ مرحلة جديدة من التضامن والتكامل مع الأشقاء فى الكويت بتشكيل وفد برلمانى مصرى رفيع المستوى يتوجه لتهنئة أعضاء مجلس الأمة الذين نجحوا فى الانتخابات، خاصة أن الكويت تشهد مرحلة سياسية جديدة، تتبعها زيارات أخرى من وفود سياسية وإعلامية وثقافية لترسيخ مزيد من التعاون فى شتى المجالات.

حفظ الله الشقيقتين مصر والكويت وسائر الأمة العربية.