عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

قبل أن أتناول فى سطورى القادمة موضوع «البامية اللى شوكتهم»، تحضرنى كلمات أغنية للموسيقار فريد الأطرش، خاصة المقطع الذى يتضمن سؤالاً وجواباً للعذال، ويقول فيه: «جرى إيه يا عزال شغلتوا بالنا ليه، ما تسيبونا فى حالنا إيه راح يفيدكم إيه؟» وذلك عندما تذكرت صويحبات الفتاوى المسمومة، ويبدو أنه آن الأوان للإجابة عن سؤال الفنان فريد الأطرش فى المقطع الثانى من الكوبليه، ونؤكد له أن استفادات هؤلاء من فتاويهن كثيرة جداً، وهى مملاة عليهن، يردنها فوضى هؤلاء كراكيب النسوة الفرادى. إن خراب البيوت وجفاف الدفء الأسرى هنا يخدم مصالح أسيادهن فى الغرب، أصحاب مقولات التدمير بأن المرأة غير ملزمة، حتى وصل الحال بإحداهن إلى أن تقول إن المرأة غير ملزمة بالمبيت فى بيت الزوجية. يا للهول! أمال هاتبات فين.. فى الطرق والطرقات؟! إنها أقوال «مطرقعات» العقول، وأنها غير ملزمة بالطبخ ولا بإرضاع الصغير، ولا بأى شىء، حتى وصل الحال بأن امتدت الحملة الممنهجة إلى استغلال طيبة الريف، وسلَّمت الست من أول لقاء بأن المرأة غير ملزمة بالذهاب للغيط لتصبح البيوت خربة مثل بيوت الغرب التى إن ضمت أسراً، فكل يكون فى حاله، ولا يعلم أحد حال الآخر، سواء الأولاد أو الأبوان، وتشيع الفاحشة، لقد استغل الغرب الشطط الفكرى لهؤلاء النسوة واستخدمهن كمعاول هدم تدق الحيطان الصلبة للبيوت العامرة، وتلقى بالأمهات والزوجات فى أتون العبودية والسخرة، ويطالب هؤلاء المرأة بأن تأخذ أجراً عما تفعله فى منزلها كالخادمة. وصل بهن الأمر أن استغللن إحدى أغانى بلادنا التى تربينا عليها فى الريف المصرى، والتى يطلق عليها أغانى الفلكلور، الذى يضم آلاف الأغانى الريفية الرائعة التى كانت جداتنا وأمهاتنا يصدحن بها بأصوات كالبلابل فى منازلهن أثناء قيامهن بأعمال المنزل والطبخ والخبز، ومنهن من كن يرددنها فى الأفراح ومواسم الحصاد وجمع القطن، وهى أغانٍ كثيرة ولكن أصحاب المأرب اختاروا أغنية «البامية شوكتنى»، وجعلوها «تريند» من سيدة مسنة، والتقطتها المواقع والفضائيات، التى استغلت طيبة الست وألقت عليها شباك الشهرة الزائفة، بعد أن اعترفت لهذه المواقع والفضائيات بأنها زوجت عيالها من شغلها بالغيط، وربت أولادها من عملها كفلاحة ريفية كافحت من أجلهم ومن أجل زوجها الذى ظل مريضاً لعدة أعوام، لتدخل الأضواء الزائفة فى فخ ظاهره الشهرة وباطنه الظلام، لتؤكد للفضائيات المواقع أنها الآن شعرت بأنها كانت غارقة وهؤلاء أنقذوها، وتمنت أن يأخذها منتج المقاولات الشهير للتمثيل، وتركت الغيط والبيت، وأصبحت تتفرغ للأفراح واللقاءات الصحفية والفضائية. وبدأ التشجيع يتساقط عليها، وبرؤية العين تجد أن فى ذلك إشارة حتى تحذو حذوها مئات الفلاحات اللاتى يرددن تلك الأغانى فى الغيطان، وبالمناسبة والشىء بالشىء يذكر، إن معظم الريفيات أصواتهن متقاربة وجميلة ولهن صوت لا تخطئه الأذن، وفى الأفراح تجد أصواتهن واحدة متناسقة جميلة ككورال أوبرالى شعبى، ولكن تسعى بعض المحرضات من «الفتايين» لتخريب الأسرة فى الريف والبيت هرباً من «البامية اللى شوكتهم» وهى حجة، على رأى كوكب الشرق، وهى غلطة لتهجر الريفيات الفِلاحة- بكسر الفاء- مثلما جرى التقاط هذه السيدة المسنة، ليصنعوا لها ضجة إعلامية ويضعوها فى غياهب شهرة زائلة وزائفة، صنعتها بعض النسوة من صاحبات البرانيط، استمراراً لضرب الاستقرار الأسرى، وترك الأرض الطيبة حتى لا تجد من يحرثها وتبور، وتخرب البيوت العامرة، ويحل الخراب والدمار، ويصبح المشهد كبيوت الأشباح. الأولاد يتمردون على أسرهم، والزوجة على بيتها وغيطها، إذن ماذا تريد هؤلاء النسوة صاحبات هذه الفتاوى بعد أن أصبح الحال هكذا، أوصلتن لمرادكن الآن أم ماذا تخبئن فى جعبتكن؟ وهل يريد هؤلاء أن ينعقن كالبوم بشراسة على وطنكم، لا قدر الله، وأسأل الله ألا يمكنهن من هذا. وما زال للحديث بقية،

 حفظك الله يا مصر.