عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البداية

أعشق فيلم (الشموع السوداء) بطولة نجاة الصغيرة و( المايسترو) صالح سليم نجم مصر والأهلى الأسبق لكرة القدم.. ورغم أننى شاهدته عشرات المرات فإننى أتابعه فى كل مرة كأننى لم أشاهده من قبل.. الفيلم من إنتاج عام 1962.. قصة وسيناريو وحوار وإخراج عز الدين ذوالفقار.. ومأخوذ عن القصة التركية (تحت ظلال الليلك).. والليلك هو نبات ينتمى إلى الفصيلة الزيتونية وأشجاره معمرة تنمو على التلال الصخرية وفى الغابات والمناطق الوعرة.. ويرمز إلى (الحب الصادق.. والجمال الأخاذ)..

ولكننى فى المرة الأخيرة التى عُرض فيها الفيلم منذ أيام على شاشة القناة الأولى بالتليفزيون المصرى لم أتابعه بنفس الحماس ولا الرغبة فى الاستمتاع بالصوت الرائع لنجاة ولا الأداء المتميز لصالح سليم.. لأن توقيت عرضه جاء غريباً فى نفس يوم وفاة النجم هشام صالح سليم، نجل المايسترو بطل الشموع السوداء.. وتساءلت: هل يليق بأن يرحل نجم فيعرض التلفزيون المصرى فيلماً لوالده.. وعندما تحدثت عن ذلك، توالت ردود الفعل ما بين السخرية والدهشة والاستغراب والاستنكار من الواقعة.. إلى جانب التأكيد أن أرشيف معظم الأفلام اختفى أو تم بيعه والتفريط فيه بما لا يتناسب إطلاقاً مع قيمة هذه الأعمال.. وأكد لى البعض أن معظم أفلام الراحل هشام سليم غير موجودة، لذلك لم يتم عرض أى فيلم له يوم وفاته وتمت الاستعاضة عن ذلك بعرض فيلم والده صالح سليم «الشموع السوداء»!!.. والأدهى من ذلك ما سمعته عن عدم وجود معظم أفلام نجوم مصر الكبار، مثل: عبدالحليم حافظ وغيره.. 

هذه القضية تحتاج إلى وقفة جادة حتى لا نفاجأ بضياع تراثنا الحقيقى وتظل الأجيال القادمة تشاهد أفلام (المقاولات) الهابطة التى لا علاقة لها بالفن وكانت عبارة عن (سبوبة.. ولقمة عيش) لكل من شارك فيها.. مَن المسئول عن ضياع هذا التراث الذى لا يُقدر بمال، لأنه ذاكرة الأمة الفنية التى لا يمكن أن تختفى بهذه الطريقة.

وما يدهشك أكثر إذا بحثت عن الأفلام التى شارك فيها هشام سليم ستجدها كثيرة جداً، منها على سبيل المثال إمبراطورية ميم وعودة الابن الضال والأولة فى الغرام وخيانة مشروعة والعاصفة وجرانيتا والناظر وشروع فى قتل وجمال عبدالناصر وكريستال والجبلاوى وإسكندرية كمان وكمان والأراجوز واغتيال مدرسة وتزوير فى أوراق رسمية والأوباش وأريد حلاً.. وعدد كبير من المسلسلات أهمها ليالى الحلمية وطايع واسم مؤقت وظل المحارب ولحظات حرجة والمصراوية ومحمود المصرى وحد السكين وملك روحى وهوانم جاردن سيتى وأرابيسك والراية البيضا.

رحم الله النجمين صالح وهشام سليم.. وأتمنى أن نبحث عما تبقى من تراثنا الفنى ربما ننقذ ما يمكن إنقاذه باعتبار أن الفن فى كل دول العالم هو (القوة الناعمة) التى تساعد على التقدم والنهضة الحقيقية وترفع درجة الوعى وترقى بالذوق العام لدى جميع الشعوب..

وللأمانة تلقيت رسالة من الزميل والصديق العزيز محمد هلال، رئيس قناة القاهرة بالتليفزيون، يقول فيها إنه فور علمه بوفاة هشام سليم لجأ لمكتبة التلفزيون لمعرفة المواد الدرامية التى شارك فيها وأرسلوا قائمة طويلة من الأعمال سواء أفلام أو مسرحيات أو مسلسلات.. وبالطبع أثق فى كلام الزميل العزيز ولكن يبقى السؤال: لماذا إذن تم عرض الشموع السوداء؟ هل هو نوع من عدم التركيز أو الإهمال أو اللامبالاة.. أم أن هذه الأفلام موجودة ولم يتحرك المسئولون لتجديد حق عرضها لضعف الإمكانيات وبالتالى أصبحت مجرد ديكور ولن ترى النور ولن يشاهدها الجمهور؟!

[email protected]