رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تظل النفس البشرية بين الصراع واليقين.. يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة «يوسف» على لسان سيدنا يوسف عليه السلام «وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِى إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّى إِنَّ رَبِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ»، والحديث هنا عن النفس الأمارة بالسوء فهى العدو الأول الذى يواجه الإنسان، ويضلله.

هذا الصراع هو الذى يجعلنا نقف أمام الله فى صلاتنا بكل خشوع نبكى خوفا وندما من أى ذنب ارتكبناه.. «لأننا بشر فمن منا معصوم من الخطأ».؟!! وبعد دقائق يتغير الحال ونرفع شعار: «ساعة لقلبك وساعة لربك» الصراع النفسى هو الذى يجعلك تعرقل الطريق على المارة أو تغلقه ظناً منك أنك ستعود قبل أن يشعر بك الآخرون.. أو لأنه لا يوجد مكان!! وتتناسى أنك تؤذى غيرك بصورة غير مباشرة..«ارفع الأذى عن طريق المسلمين»!!

حقاً إن النفس مزيج من التناقضات المتناحرة فما تهواه النفس قد يعارضه العقل والعكس صحيح!!..والبعض يرى أنها صراع بين الخير والشر..والخير دائماً من عند الله أما الشر فهو من النفس البشرية.. لكن مهما كان التفسير سيظل الصراع النفسى مستمر..والسؤال هو كيف نتغلب عليه؟!!فنقلل جانب الشر لصالح الخير..

«ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون» نجد هنا أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان حر التصرف ولا يتم ذلك إلا من خلال نزعتى الخير والشر فى الإنسان نفسه وفى الأرض التى يعيش عليها..فيبدو أن الخير والشر مفهومان نقيضان لكل منهما صورته المحددة المغايرة جذرياً لصورة الآخر..فلا يمكن اعتبار الشر على أنه الجانب المعاكس للخير..ولكن من الممكن اعتباره مخلوق على الأرض مثله مثل الخير.. ليكون هناك الصراع الأبدى مع النفس البشرية لتهذيبها..والمذهل أن ما نراه على أرض الواقع يؤكد أن الميل إلى الشر يفوق الخير..فلماذا؟!!..المؤشرات تقول ان النفس البشرية «قد خاب من دساها» وقدرة الشيطان على نشر الشر فى الأرض ناجحة.. والمحير هنا ليس الشيطان وانتصاره.. ولكن فى الإنسان وتركيبته.. فوجود الخير والشر فى الأرض متساويين حسب ما يذكره القرآن.. والميل إلى الخير والشر متساويان فى النفس البشرية حسب ما يذكره ويؤكده القرآن.. والدعاة إلى الخير من الرسل والأنبياء والفلاسفة موجودون على الأرض مثل الشيطان وحزبه من البشر «الدعاة إلى الشر»!! وهنا يكمن التساؤل..هل يميل الإنسان بالفعل إلى كفة «الشر» أكثر، أما أنه حدث تغير فى سلوكيات وطبيعة الإنسان جعلته يستسهل الشر عن الخير فأصبحنا نتناحر ونتقاتل ونتصارع من أجل الحياة الدنيا الفانية..؟!! فمتى سنعود إلى رشدنا ونتيقن أن كل الأمور بيد الله وحده؟!.سؤال سيظل يبحث عن إجابة وربما لن نجدها..!!