رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

 

كيف تقتلع الأداء الضعيف لمدرسة ما من جذوره؟!..

تبدو الإجابة عن التساؤل أعلاه صعبة، إلا أنه وفي مدينة نيويورك كان الحل البسيط والمعقد في ذات الوقت، إذ تم تطبيق سياسة جريئة بإغلاق المدارس ضعيفة الأداء بالمناطق الفقيرة واستبدالها بافتتاح نموذج جديد من المدارس أُطلق عليه «المدارس الصغيرة» التي وفرت مزيداً من الخيارات لأولياء الأمور والطلبة.

لقد اعتمدت مدينة نيويورك في إصلاح نظام التعليم المدرسي بها على وجهة نظرٍ مفادها أن «تحسين جودة المعلمين وكفاءة مديري المدارس هو شرط أساسي لتحسين جودة أداء المدرسة».

يشير تقرير « 5 مدن واعدة .. منهجيات إصلاح التعليم» إلى أنه وعلى الرغم من أن هذه الخطوات لم تحظ بقبول المعلمين والنقابات، إلا أنها حصلت على دعم شعبي واسع النطاق ـ مع بعض الاستثناءات البارزة التي ارتبطت بإغلاق المدارس- وساهمت في انتشار توجهٍ يشجع على تحسين الأداء.

لقد شهدت الأعوام العشرة الماضية ارتفاعاً في معدلات التخرج في مدينة نيويورك وتراجعاً في معدلات التسرب، حيث تمكنت المدارس التي تقدم خدماتها التعليمية للشرائح الأكثر فقراً في مدينة نيويورك من تقليص فجوة التحصيل الدراسي مع نظيراتها من المدارس في مختلف أرجاء الولاية.

في عام 2013، حققت المدينة أداء في الاختبارات الوطنية جعلها من بين أفضل إدارات المناطق التعليمية في المدن على مستوى الولايات الأمريكية مقارنة بالمدن الأخرى التي تغطي شرائح سكانية مشابهة.

جويل كلاين الذي عمل مستشاراً للتعليم المدرسي في مدينة نيويورك، قاد بالتعاون مع رئيس بلدية نيويورك جهود الإصلاح لاسيما عبر تركيزه على تحسين مستوى المساواة وتكافؤ فرص التعليم في مختلف أرجاء المدينة، وأدخل نظماً أكثر عدالة في التمويل والسياسات مثل التشجيع على افتتاح نموذج المدارس الصغيرة، وهي مدارس تهدف غالباً وبشكل واضح إلى مساعدة الطلبة الفقراء، الذين تم إهمالهم بنظام التعليم المدرسي الحكومي على مدى سنوات طويلة.

كلاين عمل أيضاً وبشكل منتظم على تحفيز وإلهام الناس ليبذلوا قُصارى جهدهم مع أطفالهم، وقد ساعدت قدرته على «تحفيز كل من في المدينة» في قيادة التحولات الجذرية في المشهد التعليمي لمدينة نيويورك.

الأهم من ذلك، هو نجاحه في تشكيل نظام قادر على جذب التمويل للمدارس التي تخدم أبناء الطبقات الفقيرة، والتزامه بتحقيق العدالة الاجتماعية في التعليم، وإبراز الحاجة الماسة لأن يكون التعليم مهنةً تحظى بالاحترام والتقدير، وتجتذب أفضل الخريجين، وتضمن حصولهم على التدريب في المواد التي سيتولون تدريسها وأساليب التدريس والإدارة الصفية.

ختاماً، فإن لدى كل مدينة تم تناولها في هذا المكان تجربتها الخاصة، ومنهجيتها في الارتقاء بأداء طلبتها، وفي ظل اختلاف وتنوع منهجيات إصلاح التعليم في مختلف المدن التي تناولنا قصصها بدءاً من مدينة  دي هو تشي منه الفيتنامية ، ومروراً بمدينة وريو دي جانيرو البرازيلية، ومدينة دبي الإماراتية، ومدينة لندن ، ونهاية بمدينة نيويورك، فإن السؤال الذي يقفز بالتأكيد إلى عقل كل منا بعد رصد هذه التجارب: ماذا عن مدارسنا الحكومية في مصر؟!.. كيف نؤسس لتجربة فريدة من نوعها تتناسب مع طبيعة مجتمعنا وتستلهم من واقعنا وقوداً لمستقبل أفضل لأطفالنا؟!.

القاهرة وإن كانت في مخيلتي واعدة تعليمياً لما تمتلكه من مقومات حقيقية غير مستغلة، فالإسكندرية وطنطا والمنصورة وكل المدن المصرية كذلك، وهي مدعوة لتبني مشروع حضاري واعد ينطلق من قلب المدرسة المصرية- فقط ولا شيء غيرها!  قادرون على تحقيق ذلك رغماً عن كل التحديات!.