رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نبض الكلمات

 

الزواج مثل الصداقة وأيضاً الحب، لا يحــتاج إلى عهــود وشـــروط وأســـباب...إنه يحــتاج فقــط إلى شخصين شخــص يثق وآخـــر يوفـــى.. ابحثوا عن ثقة لا تهزها عواصف الدنيا.. فالرجل الحقيقى هو الذى لا يحلم بالانتصار على امرأة، بل هو الذى يرى خلف الجسد الأنثوى تلك الطفلة اللطيفة الدامعة الخائفة الباحثة عن أمان وحنان وشوية عاطفة... ولا تلومن تحولهن لذلك الوحش الكاسر بعد ليالٍ طويلة من الصبر والحرمان والشقاء النفسى والمعنوى.

هى الجميلة... وحتى لا أتهم بالانحياز للمرأة أكثر فقد جادلنى عدد من الرجال فى تعليقات أكثر سخرية على حلقاتى السابقة فى «أين أنتم يا معشر الرجال؟!».. بتعليق أكثر سخفاً «بأن الرجالة غلابة».. يا سادة أنا أبحث عن العدالة فى الحياة... هناك خلل فى موازين المجتمع الذكورى «الراعى» المسئول عن رعيته الطرف الأصعب والأقوى ليس بالبنيان الجسدى والفحولة الوهمية، رجل المواقف.. «الرجل الراجل».. لذلك من ناحية أخرى أناشد المثالية أخص المرأة الجميلة ليس شكلاً لكن فى الجوهر والموضوع والتضحية.. والإيثار والأثر الطيب أينما هلت وطلت... الجميلة بشكل مختلف حتى وإن كانت فى أقصى حالاتها حزناً، جميلة بقدر جمال ابتسامتها والجميلة فى غموضها، وجميلة فى رقتها... جميلة حين تبكى ولو رأيتها لاعتقدتها طفلة من شدة تفاهة الأشياء التى تبكى عليها.... جميلة فى قوتها وصمودها، وحقاً لا أعلم هل أسعد بجمالها أم هو سبب لأشفق عليها، فهى بارعة جداً فى اخفاء مشاعرها.. بإمكانها أن تتظاهر بأنها أسعد مخلوقة رغم ما بداخلها من أسى وحزن واكتئاب.. ولا تبوح أبداً بما هو كامن فى قلبها لتجعلنى أحياناً أتعجب من صمودها، ورغم كل هذا جمالها يكمن فى ابتسامة تمنحها لأسرتها وقدرتها الخارقة على احتضان أزماتها... وأخص سيدات التضحية لأولادهن وأيضاً الصابرات على متاعب الحياة وفقر الدنيا وقدرتها على الاستمرار دون ملل أو زهق لتتجمل بحلى الصبر على الصبر، حقاً لا أعلم من أين تأتى بكل هذه الطاقة والقدرة على التحمل؟! ولكن كل ما أعلمه أنها جميلة رغم كل ما بداخلها من ألم وإحباط لذلك الفحل.

بعيداً عن مرضى الشو الإعلامى الآتى خرجن من خلال أبواق مغرضة بفرز جديد علينا من الأفكار الملوثة الغريبة بل الشاذة التى تدعو النسوة إلى الانحراف عن طبيعتهن فى الفطرة وأيضاً «الجندر» والتى خلقهن الله من أجلها.. الداعيات إلى الحريات فى إطار مغلوط. فمتعة الحياة هى أن تحاور امرأة مثقفة يأخذك عقلها حد الاندهاش فتقتل ما بداخلك من كبرياء لتتشكل فى صورة إنسان. امرأة سينتصر جمالها على الزمن فلن تنال التجاعيد منها شيئاً لأنها أنثى العقل والروح.... كذلك عمق الدور الجوهرى للمرأة فى بناء المجتمع ابتداء من الصورة المصغرة له ممثلة بالعائلة التى تسهم هى فى توجيهها وادارتها والقيام على حاجياتها المادية والمعنوية فى آن واحد بمشاركة الرجل الأب الذى غالباً ما ينشغل بتحصيل المال اللازم لمواصلة حياة العائلة وليس انتهاء بدخول المرأة فى سلك التعليم والقيام بدور مشرّف لبناء لبنات المجتمع الأقل عمراً وتجربة ممثلة بالأطفال فى مراحلهم العمرية الأولى وهو أكبر دليل على مدى تمتعها بقدرات خاصة كنواة حقيقية لتشكيل بناء منزلها... الدور الكبير الملقى على عاتق المرأة يتطلب بناء هاماً وقوياً لشخصيتها لأهميتها العظيمة فى تشكيل نسبة عالية من تكوين المجتمع، إذ إنها تشكل حجر الزاوية فى البناء الأسرى.. وإعدادها بشكل صحى يؤهلها للقيام بدورها الفاعل فى بناء مجتمع قوى قادر على معايشة الواقع والعصر وبناء الأمم وتقدمها... ولهذا يجب إعادة تصحيح مسار المجتمع الذكورى الذى لا يعتمد إلا على اختلاق الأنماط الجسدية لكليهما... ويتغافلون عن دورها حيث تقودهم نزعة التسلط والامتلاك ويتناسون قيمتها العظيمة فى تربية جيل وفق مبادئ وسلوكيات تصنع منهم مجتمعاً عصرياً ناجحاً... لذلك توفير البيئة النفسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية صحياً كفيل فى تشكيل امرأة قوية العقل والروح.

تقدم المرأة المفكرة الذكية هى حلم كل رجل متحضر واعٍ قوى الشخصية وكابوس كل رجل هش جاهل ضعيف الشخصية.. فالرجولة.. هو ذلك الجدار الذى تختبئ خلفه الأنثى وهى تثق تماماً بأنه لن يسقط عليها مهما حصل ولن يؤذيها.

عندما تتحدث المرأة عن الفقد، الجميع يعتقد أنها تقصد رجلاً.. نظرتهم ضيقة جداً متناسين أن الفقد يشمل الأهل والأصدقاء والأحلام والنفس أحياناً ومدى حصولها على أهمية ومكانة محترمة تقديرا لدورها المقدس..... يوماً ما سيذهب جمال المرأة وتذهب صحة الرجل سيأتى وقتٌ تكون به الأموال بلا قيمة والنجاح بلا قيمة والمناصب بلا قيمة وسيبقى الحب والاهتمام هو قيمة كل زمان ومكان.

مقولة مقتنعة بها تماما فنحن لا نلتقى الرائعين فى بداية العمر أبداً.. بل نلتقيهم بعد رحلة طويلة من التعب والخذلان والألم نلتقيهم ليكونوا بلسماً لنا لا علينا، هؤلاء فقط ندرك معهم كم كانت أحلامنا مع غيرهم ساذجة!.

 

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

[email protected]