رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهنى

 

كشفت وقائع التسيب والاستهتار فى امتحانات الثانوية العامة هذا العام، ببعض المحافظات عن حالات من الغش الجماعى نمارسها جميعا ضد بعضنا البعض من طلاب ومراقبين وأولياء أمور ومدرسين، وتأتى على رأس القائمة وزارة التربية والتعليم التى أعلنت بعد اكتشاف لجان الغش بأنها لن تعقد امتحانات الثانوية العامة بهذه اللجان مرة أخرى، مكتفية بتحقيق صورى برأت فيه هذه اللجان من تلك الجريمة!

لكن ما حدث على سبيل المثال فى بعض لجان محافظة سوهاج وعلى وجه الخصوص لجان المدارس الخاصة، كان يستوجب وقفة حاسمة ومراجعة فورية من جانب الوزارة بدلاً من اعتماد نتيجة تلك اللجان التى حصل معظم طلابها على مجموع كلى يزيد على ٩٠٪ فى شعب الثانوية الثالث!!

ورغم أن الوزارة أعلنت النتيجة بمجاميع مبالغ فيها فى ظل انخفاض النسبة الكلية لمجاميع هذا العام، إلا أنه لم يهتز للجهات الرقابية جفن، ولم يتحرك المجلس النيابى ولو بطلب إحاطة عن سر هذه النتيجة الغريبة، وكذلك لم تقم لجنة التعليم بمجلس النواب (التى تراقب عمل الوزارة) بعقد جلسة طارئة لإجراء تحقيق عاجل من خلال لجنة محايدة للوقوف على حقيقة ما حدث.

والأخطر هنا أن هؤلاء الطلاب سيلتحقون بكليات القمة فيصبحون أطباء ومهندسين وصيادلة وغيرهم من مهن دقيقة، فكيف سيحتفظون بتفوقهم ويحافظون على مستوى كفاءتهم العلمية دون أن يرتكبون كوارث أوأخطاء.

اما الكارثة الكبرى التى تداولتها السوشيال ميديا ولم ترد الوزارة عليها أن تلك اللجان كانت تضم عددا كبيرا من أبناء كبار المسئولين الذين أدوا الامتحانات فيها بأعذار طبية أونقلوا إليها متجاوزين القواعد ومخترقين الانضباط.

إن تلك الوقائع فى سوهاج وغيرها من المحافظات مثل كفر الشيخ وأسيوط التى شاهدت حالات من الغش تعكس بوضوح مدى التدهور الذى وصلت إليه العملية التعليمية حالياً، وفقا لتأكيد خبراء المناهج الدراسية الذين اتهموا صراحة أساليب التعليم المسئولة عن تدريب الطلاب على الغش حين ساعدتهم على ترك المدرسة والإقبال على الدروس الخصوصية تحت سمع وبصر الوزارة.

فى الحقيقة نحن امام ظاهره تتكرر منذ سنوات طويلة، وفى كل عام نحذر من الغش ونتوعد الغشاشين، رغم أننا جميعا نشترك فى تكررها اما بالصمت لصالح مكسب وقتى لأبنائنا أحيانا، أوعدم المحاسبة والعقاب من الجهات المسئولة فى أغلب الأحيان، تجميلا لصورتها امام الرأى العام.

كنا نأمل ان تختفى هذه الظاهرة مع تطبيق النظام الجديد للثانوية العامة، لكنه ساهم فى انتشارها تارة بتسرب الامتحانات قبل موعدها، وفى الأخرى بالغش الجماعى داخل بعض اللجان وبدلا من محاسبتها اعتمدنا نتائجها لذلك ليس عيبا أن نقول: كلنا (غشاشون).