عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

 

اهتز قلبى وقلب المجتمع بأسره على مدار الايام الماضية، وارتجف جسدى امام وقوع 3 من الحوادث القدرية المفجعة التى شغلت الرأى العام والتى كشفت عن تضحيات لعمود الخيمة للأسرة المصرية، وهو الاب، فلا هم وحزن ولا وجع أقسى من مرارة فقدان أحد الابناء التى امامها يتمنى  الابوان أن يفارقا الحياة قبل أن يريا ذلك المشهد، وأن يسبقا أبناءهما الى الرحيل، لا أن يحملاهم  للقبور، لقد سطر الآباء الثلاثة فى هذه الحوادث التالية سطورها ملحمة ابوية لانقاذ ابنائهم من موت محقق، فلم ينتظروا ولم يفكروا الا فى انقاذ ابنائهم من النيران التى اندلعت بمسكنهم، سواء الاب او الام الذين ضحوا بأنفسهم لإنقاذ الابناء لحظة اندلاع الحريق ببيوتهم. ففى مدينة نصر كان المشهد الاول لحادث أب يحتضن ابنه ويقفز من الطابق العاشر والنيران تحاصرهما  ليلقيا مصرعهما، على مسمع ومرأى من الاهالى الذين حبسوا انفاسهم اثناء سقوط الاب محتضنا ابنه ممسكا بحبال، لكن الحبل انقطع ليسقطا صريعين على الارض، وكان المشهد الثانى حريق الهانوفيل، والذى جسد المعانى الحقيقية للأبوة والأمومة ومعانى التضحية من أجل الأبناء، فقد لقى الأب والأم مصرعهما بعد أن حاولا إنقاذ أبنائهما من الحريق الهائل الذى شب بمسكن الاسرة، وكان أول ما فكرا فيه هو كيفية إنقاذ صغارهما حتى وإن كان على حساب حياتهما، فنجحا فى ذلك عقب إلقائهما للأبناء الست من الطابق الخامس، لينتشلهم الجيران على مراتب إسفنجية، ثم ألقى الاثنان بأنفسهما بعد ذلك، غير أنهما لقيا مصرعهما نتيجة انقطاع المراتب خلال عملية انقاذ الابناء.

اما المشهد الثالث فقد كان من فواجع الاقدار للطبيب الذى كادت ابوته وانسانيته تعصف بمهنته اثناء اداء عمله كطبيب طوارئ، وكانت بمثابة الطامة الكبرى، انه القدر يا سادة ولا حيلة لنا امامه، انها إرادة الله التى تختبر بعض البشر وتصيبهم بمرارة لا تساويها مرارة، ويظل القلب بعدها ينزف حزنا على فلذة الكبد، فقد كان طبيب الطوارئ بمستشفى الزقازيق يمارس عمله الا ان المستشفى اعلن عن وصول ضحايا ومصابين فى حادث تصادم بين ميكروباص وقطار، وطالبت ادارة المستشفى جميع الاطباء بالتواجد فى الاستقبال لاسعاف الحالات المصابة، فقد كان الدكتور علاء عبدالسلام طبيب الطوارئ فى المستشفى ضمن الفريق الطبى، ليفاجأ حين كان يحمل المصابين بالحادث واحداً تلو الآخر مؤدياً عمله، بجثة ابنته بين الضحايا، وإصابة زوجته وأبنائه ال4 بإصابات خطيرة، فقد فوجئ عند فتح  باب أول سيارة اسعاف ونزول أول جثمان لتشق صرخته المدوية قائلا بنتى روان، عبارة رددها عقل الطبيب قبل لسانه، حين فوجئ أنها من بين المتوفين والتى تبلغ من العمر 18 عاما، ولم يكد يفيق من صدمته حتى سمع أنين زوجته وأبنائهما بين مصابي الحادث، وحالتهم الصحية صعبة تستدعى الدخول إلى العمليات لأغلبهم، وبنظرات شاردة وزائغة وقف مصدوما

لا احد يشعر بمرارة ما يشعر به من حزن وآلام، يتذكر الحديث الأخير بينه وبين ابنائه، وتختلط فى نفسه وذهنه مشاعر الحزن على ابنته الشابة وظل عقله وافكاره تخالطه الوان من المشاهد ما بين فقد ابنته الجميلة والقلق على زوجته وأبنائهما ال4، وما بين هذا وذاك ودوره كطبيب اخذ يردد فى عقله عيلتى راحت وحاول المرور على اسرته المصابة ليعلم ايضا ان من بين اولاده من فقد طحاله والآخر يعانى من نزيف داخلى، وفى وجه الكارثة التى حلت على رأسه، فى مشهد حزن تتجسد فيه كل معانى الحزن والاسى، وبالرجوع قليلا قبيل وقوع الحادث تجد ان الطبيب  نشر فى الصباح على  صفحته بالفيسبوك عبارات كتبها له ابناؤه ووضعوها له فى حقيبة يده، ثم انصرفوا للذهاب للمصيف وتضمن الرسالة عبارات أتمنى لك وقتا سعيدا، كن سعيدا يا بطلي. have a nice time، والثانية: Be Happy، والورقتان مذيلتان بعبارة To My Hero، فقد كان لها وقع السرور على قلب ونفس الدكتور علاء عبدالسلام  والدهم ليعلق عليها قائلا وجدتها فى حقيبتي، لا أعلم من كتبها ولم أبحث، ولكنى أعلم محبتهم جميعًا، أسرتى الرائعة أحبكم جميعًا. وكأنها رسالة وداع من الابنة التى رحلت، كانت تلك الكلمات الأخيرة التى كتبها الطبيب علاء عبدالسلام، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي، قبل ساعات من وقوع الحادث الأليم الذى فقد خلاله ابنته وأصيبت اسرته لتتحول حياته الى مأساة كبيرة ما بين توديع ابنته الكبرى التى كان يعدها ان تكون امتدادا له بالبالطو الابيض، وما بين بقية الاسرة المصابة التى تملأ اناتهم ارجاء المستشفى، وندعو لهم ولجميع المصابين بالشفاء وللضحايا بالرحمة، وتبقى كلمة أليست تضحيات عمود الخيمة فى تلك الحوادث وغيرها بمثابة رسالة فى وجه دعاة التخريب الاسرى الذين يتقافزون على منصات الميديا محاولين تفتيت عضد ونسيج الاسرة المصرية لتخريب البيوت والمجتمع؟ حفظك الله يا وطنى من دعاة الهدم والتخريب.