رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فاكر يامنة وفاكر الوش؟ ... أوعى تصدقها الدنيا ... غش ف غش ... إذا جاك الموت يا وليدي ... موت على طول ... اللي اختطفوا فضلوا أحباب ... صاحيين في القلب ...  كإن ماحدش غاب ... واللي ماتوا حتة حتة ... ونشفوا وهم حيين ... حتى سلامو عليكم مش بتعدي ... من بره الأعتاب ... أول مايجيك الموت ... افتح ... أو ما ينادي عليك ... إجلح ... أنت الكسبان ... إوعى تحسبها حساب  ... بلا واد ... بلا بت ... ده زمن يوم ما يصدق ... كداب ... سيبها لهم بالحال والمال وانفد ... أوعى تبص وراك ...الورث تراب ... وحيطان الأيام طين ... وعيالك بيك مش بيك عايشين ...  يوووووه يا رمان .

رحل الخال عبد الرحمن الابنودي بالجسد ولكن لم ترحل كلماته وأشعاره المحفورة في الوجدان المصري والعربي بكلمات خالدة استطاع من خلالها ان يكون صوت الفقراء والبسطاء بأشعار تمس القلوب وترسم تاريخ امة فقد  كتب الخال عن مصر في كل حالاتها من ألام الهزيمة والانكسار الي فرحة النصر والانتصار ولم يكون قرب الابنودي من البسطاء والمستضعفين في الأرض وليد الصدفة حيث أثرت نشأته في قرية ابنود الفقيرة في قنا تأثير شديد علي أشعاره . 

وكما كانت النشأة الفقيرة سببا في تشكيل وجدان الابنودي الشعرية كانت هناك محطة أخري لاتقل أهمية عن المحطة الاولي ساهمت بشكل كبير في تشكيل وجدان الشاعر الكبير أيضا وهي مروره بتجربة السجن أكثر من مرة ففي عام 1966م اقتحم ضباط المباحث منزل الشاعر الكبير وتم إلقاء القبض عليه ومصادرة كل أوراقه وفى أثناء سيره في الطريق إلى المعتقل ظلوا يضربونه حتى وصل إلى مكتب المحقق وهو لا يستطيع الوقوف على قدمه وبعد انتهاء التحقيق مكث 36 يومًا في سجن انفرادي في القلعة .

ولم يكن الأبنودي وحده الذى دخل السجن في هذا التوقيت، فقد سبقته قائمة طويلة من المثقفين من بينهم جمال الغيطانى وسيد خميس وصلاح عيسى وسيد حجاب وكان من غير المسموح أن يجلسوا معًا أو يتحدثوا معًا والسجن لم يجعله  يفقد صوابه مثل كثيرين فقد ظل متصالحًا مع هذه التجربة بل يرى أنها تجربة كان لا بد منها حتى يكتمل البناء الشعرى له فهو يرى أن الشاعر الحق لا بد أن يمر بثلاث تجارب رئيسية هي أن يعيش أجواء الحرب وأن يدخل السجن وأن يأنس بالحب وقد مر بالثلاث .

وللأبنودي اشعار وكتابات أثرت في ذاكرة مصر والأمة العربية وحفرت بأحرف من نور في قلوب الناس ومن اشهرها  واهمها  السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد والأرض والعيال - الزحمة  - عماليات  - جوابات حراجى القط - الفصول - أنا والناس -.بعد التحية والسلام - وجوه على الشط - صمت الجرس - المشروع والممنوع - المد والجزر - الموت على الأسفلت - الاستعمار العربي أيضا لديه عدد من الدراسات الأدبية التي تبحث في التراث الشفاهي والموسيقي لمصر ومن أهمها كتاب بعنوان غنا الغلابة دراسة عن الأغنية والقرية كما كتب عدد من الكتب اشهرها  كتاب أيامي الحلوة بأجزائه الثلاث وفيه يحكي الأبنودي قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر .

أيضا كتب أغاني العديد من المسلسلات منها عبدالله النديم  وكتب حوار و أغاني فيلم شيء من الخوف للمخرج حسين كمال وسيناريو وحوار فيلم الطوق والإسورة عام 1986م الذي أخرجه خيري بشارة عن رواية يحيى الطاهر عبد الله وكتب أيضا أغاني فيلم البريء عام 1986م بطولة الفنانين احمد زكي - محمود عبد العزيز - الهام شاهين - جميل راتب ومن اخراج الراحل عاطف الطيب ويحتوي الفيلم على أغنيتين بصوت الموسيقار عمار الشريعي .

أخيرا ... رحل الخال أبرز شعراء العامية في مصر والوطن العربي ... رحل صوت الفقراء والبسطاء ... رحل عبد الرحمن الابنودي فارس الكلمة وصوت الوطن ... رحل الابنودي بالجسد ولكن اعمالة وأشعاره وكلماته ستبقي خالدة في الوجدان المصري والعربي جيل بعد جيل .

[email protected]