عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا

ساد شعورى قوى بالارتياح لاختيار الخبير المصرفى حسن عبد الله للقيام بمهام محافظ البنك المركزى، ثم قرار المحافظ الجديد باختيار هشام عزب العرب ومحمد نجيب مستشارين له.

الشاهد من تاريخ القيادات الجديدة أننا أمام «ثورة تصحيح مصرفية»، ومهمة وطنية لحماية العملة الوطنية. والمحافظ الجديد حسن عبد الله له باع طويل فى العمل المصرفى، وخبراته تؤهله لقيادة هذا القطاع الحيوى، ولديه قراءة واقعية لظروف الشارع، ومن هنا جاء قراراه بتعديل الحدود القصوى لعمليات السحب والإيداع كخطوة أولى ومهمة لتحريك السوق والقضاء على ما أصابه من جمود وتشجيع المواطنين على التعامل مع البنوك بعد كل ما أصاب العمل بها من جمود خلال الفترة الماضية. وأتمنى أن يستكمل المحافظ الجديد سلسلة خطواته الإصلاحية بمراجعة وإلغاء المصاريف الدورية التى تخصمها البنوك من عملائها تحت مسميات مختلفة، إذ أن هذه المصروفات فضلا عن كونها تمثل عبئًا على صغار المدخرين – وهم يمثلون الشريحة الكبرى من عملاء البنوك – فإنها غير قانونية، لأن هناك قاعدة راسخة بعدم دستورية أى رسم يؤدى إلى تآكل رأس المال.

ثم يأتى اختيار الخبير المصرفى هشام عز العرب مستشارا لمحافظ البنك المركزى ليمثل – ودون أى مبالغة- انتصارًا حقيقيًا لكل قيم الحق والعدل التى اهتزت خلال الفترة الماضية.

لقد تولى هشام عز العرب رئاسة البنك التجارى الدولى خلال السنوات من 2002 حتى 2020، ونجح فى أن يقفز بهذا البنك من كونه مجرد بنك خاص ليصبح أكبر مؤسسة مصرفية فى الوطن العربى، بل مؤسسة تنافس مثيلاتها من المؤسسات المالية العالمية. وساهم بالتعاون مع الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزى السابق فى إعادة ضبط منظومة سعر الصرف فى الفترة من 2004 إلى 2008، بعد ظهور السوق الموازية، وذلك عبر تنفيذ برنامج إصلاح القطاع المصرفى. كما سبق أن تولى رئاسة اتحاد بنوك مصر (2013- 2020).

انجازات هشام عز العرب وخبرته لا ينكرها إلا جاهل أو مغرض، ولهذا لم أستغرب مما تعرض له الرجل من مؤامرات خلال الفترة الأخيرة وقبل تركه رئاسة البنك، والبيان المريب الذى صدر وقتها من البنك المركزى، والذى يخالف أبجديات وقواعد إدارة العمل المصرفى، والأكثر عجبًا أن يصدر هذا البيان دون محاسبة لمن أصدره بتهمة الإساءة للجهاز المصرفى، والبيان فضلًا عن عدم معقولية ما احتواه، فإن صدوره فى حد ذاته يطرح علامات استفهام قوية على الحرب الخفية التى شنها كثيرون على هشام عزب العرب بهدف كتابة الفصل الأخير لقصة نجاحه كما صور لهم خيالهم.

اليوم يعود هشام عز العرب للبنك المركزى ليسطر قصة نجاح جديدة أثق فى أنه سيكتبها بمداد من نور. ويشهد الله أنه لا تجمعنى بالرجل أى معرفة شخصية، ولكنى أتابعه بحكم عملى الصحفى واهتمامى بالشأن الاقتصادى، وأرى أن ما تعرض له كان مؤامرة مكتملة الأركان هدفها إزاحته من موقعه حتى ولو كان الثمن الإساءة بهذه الطريقة، وصدور البيان الساذج الذى ربما لو كان نشره صحفى لطالبنا بإعدامه بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية والإضرار بالاقتصاد الوطنى.

أثق كل الثقة فى قدرة محافظ البنك المركزى حسن عبد الله، يعاونه مستشاريه هشام عز العرب ومحمد نجيب، فى إعادة ترتيب البيت المصرفى والقضاء على كثير من السلوكيات الضارة.

فما أحوجنا لأن يكون لدينا هذا الفريق المتناغم الذى يعمل بصفاء نية وإرادة حقيقية لخدمة الوطن.

[email protected]